
بقلم منير قوعيش
في ليلةٍ اختلط فيها الفن بالانتماء، وامتزجت فيها أنفاس الطفولة بنبض الخشبة، افتتحت ولاية مستغانم، مساء الخميس 24 جويلية 2025، فعاليات الطبعة الثامنة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح المدرسي، تحت شعار:
“المسرح… نبض الوفاء والبناء لجزائر الشهداء”،
وسط حضور رسمي وثقافي وطني واسع، وإشراف السيد أحمد مناصري الأمين العام للولاية ممثلًا عن السيد الوالي.
الافتتاح، الذي احتضنته دار الثقافة “ولد عبد الرحمان كاكي”، تحوّل إلى لوحة فسيفسائية من الإبداع والفرح، حيث تهادت العروض الفلكلورية والمشاهد المسرحية على أنغام انتماءٍ جزائري أصيل، رسمه تلاميذ المؤسسات التربوية بإحساس نقيّ وأداء بليغ.
في كلمته الافتتاحية، أكد السيد مناصري أنّ المسرح المدرسي ليس مجرّد نشاطٍ فني، بل هو فضاء تربوي متكامل يُفجّر الطاقات الكامنة ويغرس قيم الوطنية والتسامح، مشيدًا بريادة مستغانم في احتضان الإبداع منذ عقود.
من جهتها، أبرزت السيدة حسيبة صرموم، مديرة التربية للولاية، أن المهرجان يعكس مقاربة شاملة لبناء تلميذ متوازن، يحمل الهوية ويعبّر عنها بفن راقٍ.
افتتح الحفل بعرض فيديو وثائقي حول تاريخ المهرجان المدرسي، تلاه معرض للأنشطة المسرحية، ثم عروض فنية فلكلورية ألقت الضوء على غنى التراث الجزائري، ليُتوّج الحفل بعرض مسرحي مؤثر بعنوان “الورقة”، من تقديم تلاميذ مدرسة “كاف الطير”، حيث عبروا بلغة الفن عن هواجس التلميذ وأحلامه.
كما شهدت السهرة توقيع اتفاقية شراكة بين مديريتي التربية والثقافة، في خطوة ترسّخ التكامل بين القطاعين لدعم المسرح التربوي
السهرة الفنية كانت أكثر من احتفال، كانت حالة وجدانية جماعية، حيث تماهى الجمهور مع التلاميذ في أداء عفوي ومبهر، يؤكد أن الفن حين يُزرع في المدرسة، يُثمر مواطنًا واعيًا، مثقفًا، متجذرًا.
وفي ختام ليلة الافتتاح، رفرفت أرواح الشهداء في سماء مستغانم، واصفةً هذا الجيل بأنه امتداد لحلم الوطن، وحاملةً لواء الإبداع في وجه التحديات.