🎯 حزب العمال الكردستاني يبدأ تسليم أسلحته: بادرة سلام تاريخية تلوح في الأفق

السليمانية – كردستان العراق | 1 جويلية 2025
في تطور لافت وذي دلالات إقليمية عميقة، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) عن شروعه في تسليم دفعة من أسلحته بدءاً من الخميس 3 جويلية، خلال مراسم رمزية ستُقام في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، بحسب ما نقلته قناة “روداو” الكردية عن مصادر مطلعة.

وتأتي هذه الخطوة بعد ستة أسابيع من إعلان الحزب إنهاء الكفاح المسلح الذي دام أكثر من أربعة عقود، وخلف أكثر من 40 ألف قتيل، في ما يُنظر إليه على أنه بادرة حسن نية تمهّد لتسوية سياسية محتملة مع أنقرة.

🔻 من الجبال إلى الميدان السياسي؟

بحسب المصدرين اللذين تحدثا لـ”روداو”، فإن ما بين 20 إلى 30 مقاتلاً من الحزب سيشرعون في تسليم أسلحتهم تدريجياً من 3 إلى 10 جويلية الجاري، في خطوة وُصفت بأنها “رمزية” ولكنها “مهمة لبناء الثقة” بين الطرفين.

📍 المراسم ستُجرى في مدينة السليمانية، وهي معقل تقليدي لعديد فصائل المعارضة الكردية، وموطن لعدد كبير من مقاتلي الحزب الذين اتخذوا من جبال شمال العراق معقلاً لهم طيلة السنوات الماضية، في منطقة تنشط فيها القوات التركية باستمرار.

🔻 أوجلان.. دعوة من الأسر تُعيد الأمل

قرار الحزب بالتخلي عن السلاح جاء استجابة لدعوة أطلقها عبد الله أوجلان، مؤسس الحزب والمعتقل منذ عام 1999 في جزيرة إيمرالي، والذي يُنتظر أن يُوجّه رسالة سياسية جديدة خلال الأيام المقبلة، قد تكون حاسمة في تحديد ملامح المرحلة القادمة.

🔻 المقاتلون يعودون “غير مسلحين”

المصادر أكدت أن المقاتلين لن يُحتجزوا كما روّجت بعض وسائل الإعلام، بل سيعودون إلى قواعدهم “غير مسلحين”، مشددة على أن “لا نية لإرسالهم إلى مدن كردية أو مناطق حضرية”.

🔻 أردوغان يرحب والآمال تتجه نحو الحل

من جهته، رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتطورات، واصفاً إياها بـ”المبشرة”، وقال في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء:

“نحن سعداء بالتقدم الذي أُحرز في جهود تحرير تركيا من الإرهاب… الأحداث الإقليمية تؤكد صواب استراتيجيتنا”.

كما أعلن حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” (DEM) المؤيد للأكراد أن وفدًا منه سيلتقي أردوغان في 8 أو 9 جويلية، على أن يتبع ذلك زيارة إلى جزيرة إيمرالي ولقاء محتمل مع أوجلان، ما يعزز فرضية إطلاق حوار سياسي جديد بين الدولة التركية والمكوّن الكردي.

⚖️ تحليل: هل نحن على أعتاب تسوية حقيقية؟

رغم رمزية الخطوة، إلا أن تسليم السلاح من قبل مقاتلي PKK، ولو جزئيًا، يمثّل تحوّلاً جذريًا في مسار النزاع الكردي–التركي. ويبقى التحدي الأساسي متمثلاً في:

• مدى التزام الطرفين بخريطة طريق واضحة

• دور القوى الإقليمية والدولية

• وإمكانية فتح المجال أمام تسوية سياسية شاملة تضمن الحقوق الثقافية والسياسية للأكراد، وتحافظ في ذات الوقت على وحدة الدولة التركية.

إعداد: هيئة التحرير
المصدر: فرانس 24، روداو، وكالات
تاريخ النشر: 01/07/2025