
في زيارة مفاجئة حملت الكثير من الرمزية والتوقيت الحرج، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب مرتين خلال 24 ساعة في واشنطن، في محاولة لإحداث خرق في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى طال انتظارها.
🤝 صفقة أم مناورة؟
رغم التصريحات المتفائلة من مكتب نتنياهو وترامب بشأن “اقتراب الاتفاق”، تشير تسريبات دبلوماسية إلى أن المفاوضات لا تزال تدور حول اتفاق جزئي مدته 60 يومًا يتضمن إطلاق أسرى ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، لكن دون حسم مسألة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وخصوصًا من محور موراغ بين خان يونس ورفح.
ويرى مراقبون أن نتنياهو، رغم المرونة الظاهرة، يناور لتفادي التفكك الداخلي لائتلافه الحكومي، ويُبقي الباب مفتوحًا للعودة إلى التصعيد، وهو ما يشكك فيه كثيرون في نواياه بشأن “نهاية الحرب”.
🔄 ترامب يبحث عن إنجاز… ونتنياهو عن مكاسب
يسعى ترامب لتحويل أي اتفاق، حتى وإن كان جزئيًا، إلى نصر دبلوماسي كبير يُضاف لسجله الانتخابي. فيما يحاول نتنياهو استثمار الحرب على غزة وإيران لـ:
-
تثبيت مكانته السياسية داخل إسرائيل
-
تجنب المحاكمة الدولية بجرائم الحرب
-
التمهيد لانتخابات مبكرة بعد إحراز “نصر أمني”
لكن خبراء مثل علي الأعور يرون أن قدرة نتنياهو على المناورة أكبر من التزامه بأي صفقة حقيقية، خصوصًا بعد انسحابه سابقًا من اتفاقات مشابهة في مارس ويناير الماضيين.
🧨 اليوم التالي في غزة… التهجير في الأفق
في تصريحات علنية، تحدث نتنياهو عن “خطة تهجير طوعي” لسكان غزة، قائلاً: “من يرغب بالبقاء فليبق، ومن يريد المغادرة فليغادر”، ما اعتُبر رسالة خطيرة بشأن رؤيته لليوم التالي في القطاع.
كما أكد أن الفلسطينيين قد “يحكمون أنفسهم”، لكن دون امتلاك أي سلطة تهدد “أمن إسرائيل”، مشددًا على بقاء السيطرة الأمنية بيد الاحتلال.
🛩️ إسرائيل وإيران… مناورات على حساب غزة
أحد المحاور غير المعلنة بوضوح في زيارة نتنياهو يتمثل في الملف الإيراني، حيث يسعى إلى:
-
التأثير على أي اتفاق نووي بين واشنطن وطهران
-
الحصول على أسلحة استراتيجية مثل طائرات “بي-2” الشبح وقنابل خارقة للتحصينات
لكن البنتاغون، كما يرى الأعور، لن يسمح لإسرائيل بالوصول إلى هذه المقدرات، حفاظًا على التفوق الأميركي.
🌍 شرق أوسط جديد؟
يُراهن نتنياهو وترامب على توسيع اتفاقيات أبراهام، في إطار مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، حيث تريد إسرائيل أن تتحول من مجرد لاعب إلى مركز ثقل إقليمي، بدعم أميركي كامل. لكن هذا المشروع، كما يراه المحلل مهند مصطفى، “لن يكتمل دون وقف الحرب على غزة”.
🧩 خلاصة:
نتنياهو يناور على حبل الاتفاق والمواجهة، وترامب يسعى لإنجاز انتخابي. بين تهجير الفلسطينيين وتثبيت الهيمنة، قد تمر الصفقة، لكنها لن تعني بالضرورة نهاية الحرب… بل ربما بداية فصل جديد من السيطرة والسياسة الإقليمية.