أخباردولي

القدس – 24 يوليو 2025 |

في خطوة مثيرة للجدل من شأنها زيادة التوترات الإقليمية وتقويض أي أفق لتسوية سياسية، صوّت الكنيست الإسرائيلي، مساء الأربعاء، على نص غير ملزم يدعو الحكومة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بالكامل ورفض أي خطة مستقبلية تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية.

النص، الذي لقي دعمًا من نواب في الائتلاف اليميني بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى جانب عدد من نواب المعارضة، اعتُبر تصعيدًا سياسيًا خطيرًا يعكس تحولًا أكثر تشددًا في المواقف الرسمية حيال مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مضمون القرار

جاء في النص أن “السيادة في يهودا والسامرة” – التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية – هي جزء لا يتجزأ من الرؤية الصهيونية، و”حق طبيعي وتاريخي وقانوني” للشعب اليهودي. كما اعتبر أن هذه الخطوة ستعزز أمن إسرائيل وستضع حدًا لأي “تشكيك في حق اليهود في العيش بسلام وأمان في وطنهم”، وفق تعبيره.

ورغم أن القرار رمزي وغير ملزم قانونيًا، إلا أنه يمثل مؤشرًا واضحًا على التوجه السياسي داخل إسرائيل نحو تثبيت الأمر الواقع الاستيطاني ورفض فكرة “حل الدولتين” التي تحظى بدعم دولي واسع.


ردود الفعل الفلسطينية والدولية

وصف حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، الخطوة بأنها “تصعيد خطير”، وكتب في تغريدة على منصة “إكس”:

“ما حدث في الكنيست هو اعتداء مباشر على حقوق الشعب الفلسطيني، وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإجماع الدولي حول وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

في المقابل، يتزايد القلق الدولي إزاء استمرار النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، حيث يعيش نحو 500 ألف مستوطن إسرائيلي إلى جانب ثلاثة ملايين فلسطيني. وتعتبر الأمم المتحدة والعديد من الدول الغربية أن المستوطنات غير قانونية وتشكل عقبة رئيسية أمام السلام.


خلفية النزاع

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ حرب 1967، فيما تطالب القيادة الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967، تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.

ورغم التأييد الدولي الواسع لحل الدولتين، تواصل إسرائيل توسيع المستوطنات وتفرض سيطرة أمنية وإدارية مشددة على أجزاء واسعة من الضفة، وهو ما تعتبره القيادة الفلسطينية نسفًا فعليًا لأي عملية سياسية ذات مصداقية.


نظرة مستقبلية

يرى مراقبون أن هذا التصويت يعكس تصاعد نفوذ اليمين القومي والديني داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، ويشكل تحديًا مباشرًا لأي جهود إقليمية أو دولية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام، خاصة في ظل الجمود المستمر وغياب مبادرات فاعلة لحل النزاع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى