
تشهد إسرائيل منذ هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتصاعد الحرب في غزة موجة هجرة غير مسبوقة، شملت آلاف الناشطين والمواطنين الذين فقدوا الثقة في إمكانية إحداث تغيير داخلي، واختاروا المنفى بحثًا عن حياة أكثر أمانًا وحرية.
🔹 أرقام مقلقة
وفق معطيات رسمية، غادر نحو 82,700 إسرائيلي البلاد منذ عام 2024، وهو عدد يفوق أعداد الوافدين الجدد التي لم تتجاوز 56,000، ما يعكس ظاهرة “هجرة عكسية” غير معهودة في بلد يُفترض أن يكون “ملجأ ليهود العالم”.
🔹 شهادات مؤثرة
-
مردخاي، ناشط يساري يبلغ من العمر 42 عامًا، غادر مع زوجته وطفليه إلى اليونان، قائلاً: “استسلمنا. لم نعد نؤمن بقدرة هذه الحكومة على إحلال السلام. لم أعد أريد أن أملأ رؤوس أطفالي بصور المعاناة.”
-
نوجا، ناشطة في منظمة “بتسيلم”، رحلت إلى إيطاليا بعدما “فقدت الأمل” في إحداث تغيير، معتبرة أن اليسار الإسرائيلي بات “أقلية صغيرة لا صوت لها”.
🔹 خلفيات سياسية واجتماعية
المؤرخة الفرنسية فريدريك شيلو وصفت الظاهرة بأنها “غير مسبوقة”، مؤكدة أن جذورها تعود إلى سنوات من السياسات غير الليبرالية التي انتهجتها حكومة بنيامين نتانياهو، بدءًا من محاولات إضعاف المحكمة العليا عام 2023، وصولًا إلى الحرب على غزة وما رافقها من قمع داخلي.
🔹 شعور بالعزلة والذنب
كثير من المغادرين عبّروا عن شعور مزدوج بالذنب والعزلة: ففي الخارج يُنظر إليهم باعتبارهم “ممثلين لسياسات إسرائيل”، بينما في الداخل لم يعودوا يجدون مكانًا لقيمهم ومواقفهم المعارضة.
🔹 تحديات جديدة لإسرائيل
يحذر خبراء من أن استمرار هذا النزيف البشري قد يفاقم عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، خاصة مع تصاعد الانتقادات العالمية لسياساتها تجاه الفلسطينيين، وتنامي موجة معاداة السامية التي تجعل الإسرائيليين في الخارج “عالقين بين نارين”.