دولي

الأمم المتحدة تدعو إلى تفكيك “مؤسسة غزة الإنسانية” بسبب “خدمة أجندات عسكرية خفية”

أعرب خبراء تابعون للأمم المتحدة عن قلقهم البالغ إزاء الدور الذي تلعبه “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، ودعوا إلى تفكيكها فوراً، متهمين إياها باستغلال العمل الإنساني في تنفيذ أجندات عسكرية وجيوسياسية “خفية”، وهو ما اعتبروه انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.

وجاء في بيان مشترك وقع عليه 18 مقرّراً خاصاً وخبيرًا أمميًا، بينهم فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن “مؤسسة غزة الإنسانية مثال مقلق للغاية على كيفية تسخير المساعدات الإنسانية لخدمة أهداف غير إنسانية، في ظل غياب الشفافية والرقابة”.

انتهاكات خطيرة ومخاوف متصاعدة

البيان أشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية بالتعاون مع متعاقدين أمريكيين وكيانات غير حكومية غامضة، قد استغلّت عمل المؤسسة للتغلغل في مناطق حساسة بقطاع غزة، في انتهاك واضح لمبادئ العمل الإنساني.

وجاء في نص البيان:
“تسمية المؤسسة بالإنسانية يزيد من مساعي إسرائيل التمويهية ويعدّ تحقيرًا للمبادئ الإنسانية”.

ويُذكر أن المنظمة بدأت أنشطتها في مايو الماضي، تزامنًا مع تخفيف محدود للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، في خطوة وصفت بأنها جاءت عقب الضغوط الدولية بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية.

لكن في تقرير صدر في 22 يوليو، كشف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن أكثر من ألف فلسطيني، معظمهم من منتظري المساعدات الغذائية، قُتلوا منذ بدء عمل المؤسسة، ثلاثة أرباعهم تقريبًا سقطوا قرب نقاط توزيع تابعة لها.

دعوات للمساءلة

وطالب البيان الأممي بتفكيك المؤسسة فورًا، ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدًا على ضرورة “إعادة المصداقية والفاعلية لمفهوم المساعدة الإنسانية، والسماح لجهات موثوقة من الأمم المتحدة والمجتمع المدني بإدارة وتوزيع المساعدات”.

كما حذر المقررون من أن “غياب المحاسبة قد يجعل فكرة الإغاثة الإنسانية ذاتها ضحية للحروب الحديثة الهجينة”.

رد المؤسسة

من جهتها، نفت مؤسسة غزة الإنسانية التهم، وأكد مديرها التنفيذي جون أكري أن المؤسسة وزعت أكثر من 1.76 مليون صندوق غذائي حتى الآن، وقال:
“نواصل تحسين عملياتنا وندعو المجتمع الإنساني الدولي للانضمام إلينا… نمتلك القدرة على إيصال المزيد من المساعدات لأكثر من مليوني فلسطيني يعانون من ظروف قاسية داخل غزة”.

خلفية سياسية

الاتهامات الموجهة إلى المؤسسة تتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ومواقف أمريكية داعمة للوجود المؤقت للمؤسسة ضمن خطة إنسانية طويلة الأمد، وسط انتقادات دولية متزايدة لما يُنظر إليه كمحاولات لـ”شرعنة الحصار” وتسييس المساعدات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى