دوليسياسة

الجزائر تهز أروقة مجلس الأمن “نتكلم بلسان المظلومين وصوت الضمير”

بقلم منير قوعيش

في لحظة فارقة، ارتفعت الكلمة الجزائرية داخل أروقة مجلس الأمن لا لتكون مجرد خطاب دبلوماسي، بل صرخة ضمير عالمي، أطلقها السفير عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة خصصت لمناقشة الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة.

“لا نغض الطرف عن الألم.. والجزائر لا تصمت”
بلهجة حازمة وعبارات مشبعة بالقيم الأخلاقية، أكد السفير بن جامع أن الجزائر لا تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري، وقال:

> “المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزة ليست مجرد أرقام، بل أرواح تُزهق كل يوم… وضمير الجزائر لا ينام حين يحلّ الظلم.”

رفض مزدوج للمعايير والتبريرات
وفي تنديد مباشر بالمواقف الدولية المتذبذبة، أشار إلى أن الجزائر ترفض منطق المعايير المزدوجة، قائلًا:

> “نحن لا نُقدّر الأرواح على أساس الهوية. الإنسانية لا تُجزأ، وكرامة الإنسان لا تفاوض.”

غذاء… لا قنابل

ومن أبرز ما شدّد عليه، كان رفض الجزائر القاطع لاستخدام الغذاء كسلاح حرب، معتبرًا أن
> “الحق في الطعام ليس هدية، بل حق مقدّس تكفله القوانين الدولية

اتهام صريح ورفض للذرائع
ولم يتردد السفير في توجيه اتهام مباشر إلى الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن الجهة التي دعت إلى الجلسة هي ذاتها التي “تقطع الغذاء والدواء والماء عن غزة”، مشيرًا إلى أن ذلك مثبت بتقارير أممية، منها تقرير 29 يوليو.

“لا تسقطوا الخبز من السماء وأغلقوا الأبواب”
رفضًا للعمليات الرمزية لإسقاط المساعدات من الجو، قال السفير بن جامع بلهجة حاسمة:
> “لا يمكن إطعام شعب من السماء بينما المعابر مغلقة تحت أقدامهم… هذا عبث إنساني.”

الإنسانية ليست ورقة مساومة
واستنكر ربط المساعدات بشروط تفاوضية، مؤكدًا أن الوصول الإنساني “حق قانوني وفق اتفاقيات جنيف”، وليس ورقة ضغط لانتزاع مكاسب سياسية.

الجزائر تطالب بوقف فوري لإطلاق النار
في ختام كلمته، جدّد السفير دعوة الجزائر إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم، بعيدًا عن الحسابات الضيقة، وعودة إلى منطق الإنسانية، قائلًا:

> “لا حل إلا بالعدالة… لا حياة إلا بإنهاء العدوان.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى