
في موقف غير مسبوق من أحد أبرز الأصوات الأدبية في إسرائيل، وصف الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان العمليات العسكرية في قطاع غزة بأنها “إبادة جماعية”، معربًا عن حزنه العميق لما يجري في القطاع المحاصر، ومؤكدًا دعمه لحل الدولتين واعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية.
وقال غروسمان في مقابلة نشرتها صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، الجمعة، إن ما شاهده وقرأه عن الأوضاع في غزة دفعه إلى تغيير موقفه من استخدام مصطلح “إبادة جماعية”. وأضاف: “رفضت لسنوات استخدام هذا المصطلح… لكن الآن لم أعد أستطيع منع نفسي من استخدامه، بعد ما قرأته في الصحف، والصور التي رأيتها، وحديثي مع أشخاص كانوا هناك”.
وتابع الكاتب الذي تُرجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات: “بألم بالغ وقلب محطم، أضطر الآن للاعتراف بما يحدث أمام عيني… إنها إبادة جماعية”.
وعُرف غروسمان، الحاصل على أرفع الجوائز الأدبية في إسرائيل والعالم، بمواقفه المناهضة للتطرّف والداعمة للحلول السلمية، غير أن تصريحه الأخير أثار صدمة في الأوساط السياسية والثقافية الإسرائيلية، لكونه من الشخصيات التي كثيرًا ما دافعت عن الجيش الإسرائيلي، رغم انتقاده المتكرر للسياسات الحكومية.
دعم لحل الدولتين وانتقاد لرد الفعل الإسرائيلي
وفي سياق حديثه، جدد غروسمان تمسكه بـ”حل الدولتين” باعتباره الخيار الواقعي الوحيد، مؤكدًا أنه “لا يرى بديلاً حقيقيًا” عنه. كما أشاد بعزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، معتبراً ذلك “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وقال: “أعتبر ذلك فكرة جيدة، ولا أفهم الردّ الهستيري الذي قوبل به في إسرائيل”، لكنه شدد على ضرورة أن يترافق هذا الاعتراف مع “ضمانات واضحة”، من بينها نزع السلاح عن الدولة الفلسطينية المقبلة، وتنظيم انتخابات ديمقراطية شفافة لا يشارك فيها أي طرف يخطط لاستخدام العنف ضد إسرائيل.
تصريحات غروسمان، التي جاءت في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ أكتوبر 2023، تعكس تصاعد الأصوات الناقدة داخل إسرائيل نفسها، وتسلط الضوء على الأزمة الأخلاقية والسياسية التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي حيال ما يجري في القطاع.