
في تطور دبلوماسي لافت، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية، الإثنين، السفير الأمريكي في باريس تشارلز كوشنر، عقب تصريحات اعتبرتها باريس “غير مقبولة” اتهم فيها الرئيس إيمانويل ماكرون بالتقصير في مواجهة تصاعد معاداة السامية في فرنسا.
وجاء الاستدعاء ساعات قليلة بعد تسريب رسالة وجّهها كوشنر إلى الرئيس الفرنسي، عبّر فيها عن “قلق عميق” من الارتفاع الحاد للأعمال المعادية لليهود، معتبراً أن الحكومة الفرنسية “لا تبذل ما يكفي من جهود للتصدي لهذه الظاهرة”.
رد فرنسي قوي
وزارة الخارجية الفرنسية ردّت ببيان حازم وصفت فيه تصريحات كوشنر بأنها “اتهامات باطلة وانتهاك واضح لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، مؤكدة أن فرنسا ملتزمة بمكافحة جميع أشكال التمييز، بما فيها معاداة السامية.
وزيرة مكافحة التمييز أورور بيرجي شددت من جهتها على أن “معاداة السامية وصلت إلى مستويات غير مقبولة”، لكنها أوضحت أن “جهود الحكومة في التصدي لها لا لبس فيها”.
خلفيات سياسية
تصريحات كوشنر تأتي في سياق توتر متزايد بين باريس وتل أبيب، إذ كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم ماكرون قبل أيام بـ”تشجيع معاداة السامية” بعد إعلانه نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
كوشنر، الذي أشار إلى أن “خطوات باريس تجاه الاعتراف بفلسطين تشجع المتطرفين وتعرض الهوية اليهودية للخطر”، ربط بين الموقف الفرنسي من الصراع في الشرق الأوسط وتزايد الهجمات على اليهود داخل فرنسا.
أرقام مثيرة للقلق
بحسب وزارة الداخلية الفرنسية، سُجّل بين يناير ومايو 2025 نحو 504 أعمال معادية للسامية، أي بزيادة بلغت 134٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2023. وتشمل هذه الحوادث اعتداءات جسدية وتشويه كُنس ومدارس يهودية وأعمال تخريب ضد متاجر يملكها يهود.
أزمة دبلوماسية مفتوحة
يرى مراقبون أن استدعاء السفير الأمريكي قد يفتح فصلاً جديداً من التوتر بين باريس وواشنطن، خصوصاً في ظل انحياز إدارة كوشنر العائلي – المرتبط بدوائر النفوذ في إسرائيل – إلى الموقف الإسرائيلي، ما قد يؤثر على الحوار الفرنسي-الأمريكي حول ملف الشرق الأوسط.