دولي

جوزيب بوريل يتهم قادة الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ مع إسرائيل في جرائم الحرب بغزة

بروكسل – 2 أغسطس 2025
وجه جوزيب بوريل، الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، انتقادات حادة لقادة الاتحاد الأوروبي، متهمًا إياهم بالتواطؤ في استمرار “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، قال بوريل إن “صمت أوروبا” عن هذه الجرائم سمح باستمرارها دون رادع، مما يقوض القيم التي تقوم عليها القارة الأوروبية ويجعل من قادتها شركاء في الجرائم المرتكبة. وأضاف أن استخدام القوة العسكرية وحده لا يكفي لحل الصراع، مشددًا على ضرورة تحرك جاد وفوري لوقف الانتهاكات التي وصفها بالممنهجة والمستمرة.

إبادة جماعية وانتهاكات ممنهجة للقانون الدولي

ذكر بوريل أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية في غزة، من خلال عمليات قتل وتجويع ممنهجة أدت إلى تدمير البنى التحتية الحيوية للقطاع، بينما يواصل الجيش والمستوطنون انتهاكات صارخة ومتكررة للقانون الدولي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وأشار إلى أن من يمتلك القدرة على وقف هذه الجرائم ولا يفعل، يكون متواطئًا فيها، وهو انتقاد مباشر لسياسات الاتحاد الأوروبي الذي لم يفرض عقوبات أو يعلق الاتفاقيات مع إسرائيل رغم هذه الانتهاكات الجسيمة.

ازدواجية المعايير وأدوات التأثير التي لا تُستخدم

وأكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي يمتلك أدوات قوية للتأثير على إسرائيل، فهو أكبر شريك تجاري ومستثمر رئيسي، ويُعد من الموردين الأساسيين للأسلحة لإسرائيل. لكنه انتقد استمرار الاتحاد في تجاهل شروط اتفاقية الشراكة التي تفرض احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، مما يؤدي إلى إضعاف مصداقية الاتحاد على الساحة الدولية، خاصة في العالم الإسلامي والدول النامية.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لم يوقف شحنات الأسلحة، ولم يمنع واردات من المستوطنات غير الشرعية، ولم يعاقب المسؤولين الإسرائيليين الذين يدلون بتصريحات تدعو إلى إبادة جماعية، بل وسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو باستخدام المجال الجوي الأوروبي رغم وجود مذكرة توقيف دولية ضده.

استغلال روسيا للضعف الأوروبي

أشار بوريل إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل هذا التناقض الأوروبي في المعايير بين التعامل الحازم مع روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وعدم اتخاذ موقف قوي تجاه الحرب في غزة، لتعزيز دعاية ضد الاتحاد الأوروبي في مناطق مثل الساحل الإفريقي، مما أضعف دعم أوكرانيا في كثير من الدول النامية.

دعوة لفرض عقوبات فورية على إسرائيل

اختتم بوريل مقاله بنداء صارم للاتحاد الأوروبي بضرورة فرض عقوبات على إسرائيل دون تأخير، مشددًا على أن هذه هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن تجبر القيادة الإسرائيلية على وقف جرائمها. وأضاف أن استمرار الصمت والتحرك الضعيف لن يؤدي إلا إلى تعميق عزلة الاتحاد الأوروبي دوليًا وتراجع تأثيره الجيوسياسي.


سياق دولي وإقليمي متوتر

تأتي تصريحات بوريل في ظل انتقادات دولية متزايدة لإسرائيل بسبب حصار غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى إدانة العديد من المنظمات الدولية لانتهاكات حقوق الإنسان. من جهة أخرى، تبرز المواقف المتباينة داخل الاتحاد الأوروبي حيال استمرار التعاون الاقتصادي والعسكري مع إسرائيل رغم هذه الأوضاع.

وفي ذات السياق، دعت منظمة العفو الدولية إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، مطالبة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمقاطعة التعاون الاستراتيجي والعسكري مع تل أبيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى