لقي أربعة أشخاص على الأقل مصرعهم، ولا يزال نحو خمسين آخرين في عداد المفقودين، إثر فيضانات مفاجئة اجتاحت بلدة دارالي السياحية بولاية أوتاراخند، الواقعة في سلسلة جبال الهيمالايا شمال الهند. الفيضانات، التي جاءت نتيجة هطول أمطار غزيرة غير متوقعة، تسببت بانهيارات أرضية وانقطاع الاتصالات، ودفعت بالجيش الهندي إلى تعزيز جهوده الميدانية بإرسال قوات إضافية وطائرات مسيرة وكلاب بوليسية للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ.
طين وانهيارات وحصيلة مرشحة للارتفاع
الفيضانات جرفت المباني السكنية، وأغرقت جزءًا كبيرًا من البلدة بطبقة طينية تجاوز سمكها 15 مترًا في بعض المناطق، ما أدى إلى تعقيد مهمة فرق الإنقاذ. وشوهدت السيول تجرف المواطنين والمنازل في مشاهد مؤلمة وثقتها وسائل الإعلام المحلية. ومع تواصل تساقط الأمطار، يحذر المسؤولون من ارتفاع الحصيلة البشرية مع تقدم عمليات البحث في المناطق المتضررة.
تحذيرات مناخية وصيحات استغاثة
قال خبراء الأرصاد إن منسوب الأنهار في الولاية تخطى مستويات الخطر، وأطلقت هيئة الأرصاد الجوية الهندية إنذارًا من أمطار غزيرة جديدة خلال الأيام المقبلة. من جهتهم، يربط خبراء البيئة تصاعد وتيرة الكوارث الطبيعية بموجات الاحترار العالمي، إذ أكد ناشطون في شؤون المناخ أن التغير المناخي بات يؤجج موسم الأمطار، ويهدد الاستقرار البيئي في مناطق حساسة مثل الهيمالايا.
انتقادات للسياسات التنموية
وفي تصريح مثير للقلق، أشار أحد النشطاء في مؤسسة “ساتات سامبادا” للمناخ إلى أن “الاحترار العالمي يزيد غزارة مواسم الأمطار”، محذرًا من السياسات غير المدروسة في التوسع العمراني و”قضم” التلال، و”خنق” الأنهار تحت غطاء المشاريع التنموية، ما يزيد من هشاشة الدفاعات الطبيعية في وجه كوارث متسارعة يصعب التنبؤ بها.
الهند في مواجهة تحديات الطبيعة
تشكل الفيضانات والانهيارات الأرضية تهديدًا موسميًا دائمًا في جنوب آسيا، وخاصة خلال فترة الرياح الموسمية التي تمتد من يونيو إلى سبتمبر. غير أن الخبراء يؤكدون أن شدة هذه الكوارث ووتيرتها تتزايد بفعل تغير المناخ، ما يستدعي مراجعة عاجلة للخطط الحضرية والمناخية في بلد يضم أكثر من 1.4 مليار نسمة.
