دولي

كارثتان إنسانيتان تهزان غزة: انقلاب شاحنة يودي بحياة 20 مدنيًا وهجوم مستوطنين على قافلة مساعدات

في مشهد مأساوي جديد يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، قُتل 20 فلسطينيًا وأُصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة إثر انقلاب شاحنة مساعدات غذائية قرب مخيم النصيرات وسط القطاع، حسب ما أفاد به جهاز الدفاع المدني في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الشاحنة كانت محملة بالمساعدات الإنسانية عندما انقلبت وسط حشود كبيرة من المواطنين الذين كانوا ينتظرون الحصول على الغذاء، في ظل ندرة حادة للمواد الأساسية نتيجة الحصار المشدد.

وقد حمّل المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس القوات الإسرائيلية مسؤولية الحادث، موضحًا أن قوات الاحتلال أجبرت السائقين على المرور عبر طرق مدمّرة وغير مؤهلة وآمنة، سبق أن تعرضت لقصف سابق، ما تسبب بانقلاب الشاحنة.

وأضاف البيان أن “الاحتلال يمنع تأمين القوافل الإنسانية ويجبرها على سلوك مسارات محفوفة بالمخاطر”، مشيرًا إلى أن “الجوع واليأس يدفع المدنيين لمحاصرة هذه الشاحنات وانتزاع محتوياتها بشكل فوضوي، وهو ما يتسبب في وقوع هذه الحوادث المؤسفة”.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه “يُجري تحقيقًا” بشأن ملابسات الحادث.


هجوم جديد للمستوطنين على قافلة مساعدات أردنية

وفي تطور موازٍ، أعلنت السلطات الأردنية الأربعاء عن هجوم نفذته مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين على قافلة مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة، في ثاني حادثة من نوعها خلال أسبوع واحد.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، أن الهجوم استهدف قافلة مكونة من 30 شاحنة، ما أدى إلى تأخير وصولها بشكل كبير، واعتبر ذلك “انتهاكًا صارخًا للاتفاقات الموقعة بشأن تسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة”.

وأدان المومني تقاعس السلطات الإسرائيلية عن التصدي لاعتداءات المستوطنين المتكررة، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل ضمان ممر آمن ومستدام لقوافل الإغاثة.


كارثة إنسانية متفاقمة

تأتي هذه الحوادث في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق أدى إلى انهيار النظام الصحي ونقص فادح في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وسط تحذيرات دولية متواصلة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.

ووفقًا لتقارير منظمات إغاثية، فإن ملايين الفلسطينيين في القطاع يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة، في وقت تتعثر فيه الجهود الدولية لضمان تدفق المساعدات بسلاسة.

تعكس هاتان الحادثتان المأساويتان التحديات المعقدة التي تواجهها القوافل الإنسانية في غزة، وسط انسداد الأفق السياسي، وتصاعد الاعتداءات، وانهيار المنظومة الإنسانية، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لحماية المدنيين وضمان وصول الإغاثة دون عوائق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى