
في تطور جديد على صعيد الحرب في أوكرانيا، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “غول يقف على أبوابنا”، محذرًا الأوروبيين من الوقوع في ما اعتبره “سذاجة سياسية” أمام موسكو التي، بحسبه، ستظل دائمًا قوة تهدد الاستقرار في القارة العجوز.
التصريحات جاءت عقب اجتماع موسع عقد في البيت الأبيض يوم الإثنين 18 أوت 2025، جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، وتركز على الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف كشرط أساسي للدخول في أي اتفاق سلام مع روسيا.
ضمانات أمنية في غضون عشرة أيام
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن الحلفاء الغربيين سيسلمون بلاده خلال عشرة أيام فقط قائمة رسمية بالضمانات الأمنية، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستكون في طليعة الدول التي ستساعد على صياغة هذه الترتيبات.
من جانبه، تعهّد ترامب بأن تساهم واشنطن في ضمان أمن أوكرانيا ضمن أي اتفاق نهائي، في رسالة طمأنة إلى كييف بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب التي اندلعت مع الغزو الروسي في فبراير 2022.
قمة محتملة بين بوتين وزيلينسكي
البيت الأبيض كشف أن ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا ببوتين على هامش الاجتماع، وأن الرئيس الروسي أبدى استعداده للقاء نظيره الأوكراني وجهًا لوجه. وفي حال انعقادها، ستكون هذه القمة الأولى من نوعها منذ بدء الحرب، ما يعكس بوادر حراك دبلوماسي غير مسبوق بعد قمة ترامب – بوتين الأخيرة في ألاسكا.
مواقف متباينة للحلفاء
-
ماكرون شدّد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن وجود جيش أوكراني قوي قادر على ردع أي هجوم روسي مستقبلي.
-
المستشار الألماني فريدريش ميرتس رفض أي صيغة تفرض على كييف التنازل عن أراضٍ، معتبرًا أن مطلب موسكو بالاستحواذ على أجزاء من دونباس “غير مقبول”.
-
الأمين العام لحلف الناتو مارك روته أوضح أن عضوية أوكرانيا في الحلف “ليست مطروحة حاليًا”، لكن النقاش يتركز على توفير ضمانات أمنية بديلة.
-
الصين من جهتها جددت دعمها لكل الجهود الدبلوماسية، مؤكدة أن “الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة”.
استمرار المعارك رغم الحراك الدبلوماسي
بالتوازي مع هذه التحركات السياسية، واصلت روسيا ضرباتها الجوية على مدن أوكرانية، إذ أعلنت كييف أن موسكو شنت واحدة من أعنف هجماتها هذا الشهر عبر 270 طائرة مسيّرة وعشرة صواريخ، ما تسبب في أضرار جسيمة وانقطاعات للكهرباء في عدة مناطق. واعتبر مسؤولون أوكرانيون أن هذه الهجمات “إثبات إضافي على أن بوتين لا يريد السلام”.
انعكاسات اقتصادية
التفاؤل الحذر انعكس على أسواق المال الأوروبية، حيث ارتفعت المؤشرات الرئيسية بشكل طفيف صباح الثلاثاء، في ظل آمال المستثمرين بإمكانية التوصل إلى اختراق سياسي ينهي الحرب الأطول والأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.