
مقال صحفي بقلم منير قوعيش
في ليلة من ليالي مستغانم الدافئة، حيث يختلط عبق البحر بنسمات السهر، اجتمع الفن والسياحة في صورة واحدة، ليُعيدا رسم ملامح ولاية عُرفت بكرم أهلها وسحر طبيعتها. فقد نظم الحاج عبد الله كعيبيش، صاحب أحد النزل الرائدة بالمدينة، حفلًا مميزًا تحت شعار “سياحة بلادي”، أضاءه الحضور البهيّ للممثل القدير سي حميد شنين، الذي أضفى على الأمسية روحاً من البهجة والدفء.
لم يكن الحفل مجرّد مناسبة ترفيهية، بل رسالة واضحة بأن مستغانم قادرة على المنافسة السياحية بكل ثقة. بشهادات الزوار الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن، صدحت الكلمات والصور لتؤكد أن المدينة المضيافة تظل وجهة لا تضاهيها أخرى؛ أزقتها تحكي التاريخ، وشواطئها تحتضن الجمال، ونسيمها يحمل عبير البحر الذي يأسر القلوب.
وبينما يحاول البعض—بلا حياء—تشويه سمعة هذه اللؤلؤة الساحلية، جاء هذا الحدث ليبرهن العكس تمامًا، مظهرًا الوجه المشرق لمستغانم أمام الرأي العام. لقد أثبت الحاج عبد الله، بتواضعه وأخلاقه، أن حب الوطن لا يُقاس بالكلمات بل بالأفعال، وأن السياحة الجزائرية قادرة على التألق إذا وجدت من يؤمن بها ويسعى لنهضتها.
تحية تقدير لكل من يعمل بصمت وإخلاص لرفع اسم الجزائر عاليًا، ومكانة مستغانم خاصةً، كمدينة تستحق أن تُروى حكايتها بفخر على لسان كل من زارها.