أخباردولي

من هو روبرت أوبنهايمر “أبو القنبلة الذرية” التي غيّرت وجه العالم؟

في صباح 6 أغسطس 1945، تغير مجرى التاريخ إلى الأبد. فمدينة هيروشيما اليابانية تحولت إلى رماد بعد لحظة واحدة من انفجار سلاح لم يعرفه العالم من قبل. كان هذا السلاح ثمرة مشروع علمي غير مسبوق، أشرف عليه عالم فيزيائي أمريكي يدعى روبرت أوبنهايمر، الذي سيُعرف لاحقًا بلقب “أبو القنبلة الذرية”.

🔬 عبقري الفيزياء وأعقد مشاريع القرن

ولد روبرت أوبنهايمر في مدينة نيويورك عام 1904 لعائلة يهودية ميسورة. برز نبوغه منذ الصغر، حيث أتقن عدة لغات ودرس الكيمياء في جامعة هارفارد، ثم سافر إلى أوروبا ليغوص في عالم الفيزياء النظرية، متنقلًا بين جامعات مرموقة مثل كمبريدج وجوتنجن، ومجاورًا لأساطير العلم كـ”شرودنغر” و”نيلز بور”.

في خضم الحرب العالمية الثانية، عُيّن أوبنهايمر، رغم الشكوك السياسية حوله، مديرًا لمختبر “لوس ألاموس” في إطار المشروع النووي السري الأمريكي المعروف بـ”مشروع مانهاتن“. وبهذا المشروع، بدأت قصة القنبلة التي غيّرت شكل العالم.

💣 من نيو مكسيكو إلى جحيم هيروشيما

قُبيل نهاية الحرب، تمكّن الفريق الذي أشرف عليه أوبنهايمر من تطوير أول قنبلة ذرية في التاريخ. في 6 أغسطس 1945، حلقت طائرة أمريكية من طراز B-29 وألقت القنبلة على هيروشيما، مما أدى إلى مقتل حوالي 80 ألف شخص على الفور، فضلاً عن عشرات الآلاف من الضحايا اللاحقين.

وبينما رأى البعض في ذلك إنهاءً للحرب، رأى أوبنهايمر شيئًا آخر. ففي لحظة تأمل، بعد أن شاهد أول اختبار نووي ناجح في صحراء نيو مكسيكو، قال كلمته الشهيرة المأخوذة من “البهاغافاد غيتا” الهندية:
“لقد أصبحتُ الموت، مُدمّر العوالم”.

🧠 عبقري متأمل… ولكن منبوذ

بعد الحرب، خضع أوبنهايمر لتحقيقات واسعة بتهمة التعاطف مع الشيوعية، ما أدى إلى عزله سياسيًا وعلميًا في أجواء الحرب الباردة. وعلى الرغم من أن التهم لم تُثبت، إلا أنه خسر منصبه ومكانته، قبل أن يُكرَّم لاحقًا عام 1963 من قبل الرئيس الأمريكي ليندون جونسون.

🕊 الندم الذي أكل روحه

شعر أوبنهايمر بندم عميق بعد هيروشيما، وقال لاحقًا:
“كانت هيروشيما أكثر كلفة في الأرواح والمعاناة مما كان ضروريًا”.
وقد عبّر عن شعوره بالذنب عندما قال إنه يرى يداه ملطختين بالدماء.

⚰️ نهاية مأساوية… وإرث لا يُنسى

توفي أوبنهايمر سنة 1967 بعد صراع مع السرطان. رحل الرجل الذي غيّر وجه الحروب، مخلفًا إرثًا علميًا ضخمًا، وسؤالًا مفتوحًا عن حدود العلم ومسؤوليته الأخلاقية.


“لقد منحنا العلم القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية، ولكن بأي ثمن؟”

بهذه العبارة، لخص أوبنهايمر صراع العقل مع الضمير، والعلم مع الإنسانية. وهو صراع ما يزال قائمًا حتى اليوم.

المصدر فرانس24

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى