
مقال بقلم الصحفي منير قوعيش
نجحت الجزائر في احتضان المعرض التجاري البيني الإفريقي، لتؤكد من جديد موقعها الريادي في دفع مسار التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء. فقد تحوّل هذا الحدث إلى منصة استراتيجية لتعزيز العلاقات التجارية وفتح آفاق أوسع أمام المتعاملين الاقتصاديين من مختلف الدول الإفريقية.
وفي إطار استراتيجيتها الاقتصادية الجديدة، ترى الجزائر أن الانفتاح على الأسواق الإفريقية بات ضرورة حتمية لكسر التبعية للشركاء التقليديين، لاسيما وأن القارة تُعد خزّاناً بشرياً واقتصادياً واعداً في ظل التحولات الجيو-اقتصادية العالمية.
العارضون ورجال الأعمال شدّدوا خلال الحدث على أهمية تجاوز العراقيل اللوجستية، وتطوير البنى التحتية للنقل البري والبحري والجوي، بما يجعل الجزائر بوابة عبور رئيسية نحو الأسواق الإفريقية، ويُسهّل حركة السلع والخدمات بين الدول.
كما أكد الخبراء أن تنويع الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات يُعدّ رهاناً أساسياً، خصوصاً مع القدرات الكبيرة للبلاد في مجالات الصناعات الغذائية، الأدوية، الفلاحة، ومواد البناء، وهي منتجات قادرة على المنافسة بقوة داخل السوق الإفريقية.
إن نجاح هذا المعرض لا يُترجم فقط في حجم المبادلات التجارية، بل أيضاً في تكريس الجزائر كفاعل اقتصادي محوري، يسعى إلى شراكات رابح-رابح ويُسهم في رسم ملامح مستقبل أكثر تكاملاً لشعوب إفريقيا.