وطني

الجزائر – هجوم إعلامي جديد يثير الجدل: قناة “العربية” تتهم بتزوير التاريخ عبر فيديو مفبرك منسوب لعبد الناصر

أثارت القناة السعودية “العربية” موجة استنكار واسعة بعد بثها مقطعاً زعمت أنه أرشيفي، يظهر فيه الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وهو يقلل من دور الجزائر في حرب يونيو/ حزيران 1967. خطوة وصفتها الأوساط الإعلامية والسياسية بأنها محاولة لتزوير التاريخ وبث الفتنة بين بلدين طبعت علاقتهما الأخوة والتضحيات المشتركة.

ذاكرة مشتركة لا تُمحى

يؤكد المؤرخون والضباط المصريون أن الجزائر لعبت دوراً محورياً في حرب أكتوبر 1973، مالياً وعسكرياً. وتبقى مبادرة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، حين سافر إلى موسكو لتأمين صفقات سلاح لصالح مصر على حساب الجزائر، شاهداً على وحدة المصير. كما شارك آلاف الجنود الجزائريين في القتال على الجبهة المصرية، حيث استشهد العديد منهم دفاعاً عن أشقائهم.

هذه المواقف التاريخية جعلت الشعب المصري يكن احتراماً خاصاً للجزائر، وهو ما يسعى الإعلام المضلل، وفق مراقبين، إلى طمسه عبر مقاطع “مفبركة”.

فبركة رقمية وديبفيك

المقطع الذي بثته “العربية”، وبحسب خبراء، لا يعدو أن يكون ديبفيك (Deepfake) مركباً بتقنيات الذكاء الاصطناعي. فلو صدرت تصريحات من هذا النوع عن عبد الناصر، لكانت موثقة في الأرشيفات الرسمية أو الصحافة العالمية. على العكس، تؤكد كل خطابات عبد الناصر على وحدة الصف العربي، ومساندته الدائمة للجزائر منذ استقلالها عام 1962.

استهداف مباشر للجزائر ومصر

يرى محللون أن هذه الخطوة ليست معزولة، بل تدخل في إطار “حملات ممنهجة” تستهدف الجزائر بسبب مواقفها الثابتة في دعم القضايا العادلة، خاصة القضية الفلسطينية. وبالنسبة لمصر، تمثل محاولة “العربية” ضرباً متعمداً للعلاقات التاريخية مع الجزائر، في توقيت إقليمي حساس، حيث تحاول بعض الأطراف استغلال الإعلام لإعادة تشكيل الاصطفافات.

استغلال للأصوات وتحوير للتصريحات

القناة استندت أيضاً إلى مقاطع لمفكرين وشخصيات جزائرية، لكن بطريقة مجتزأة ومنزوعة من سياقها. حيث جرى توظيف تصريحاتهم لتبدو وكأنها تنتقد الجزائر أو تشكك في دورها القومي، بينما كانت في الأصل تعكس حرصاً وطنياً وغيرة صادقة على البلاد.

التضليل الإعلامي كسلاح

ليست هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها “العربية” بممارسة التحريف والتضليل، إذ درجت على إعادة صياغة الوقائع التاريخية والسياسية بما يخدم أجندات معينة. وبالنسبة للجزائريين، تمثل محاولة الإساءة إلى عبد الناصر والجزائر “حلقة جديدة” في مسلسل يستهدف تقويض الذاكرة الوطنية والعربية المشتركة.

الدفاع عن التاريخ.. دفاع عن الأخوة

تبقى الحقيقة التاريخية ثابتة: الجزائر ومصر جمعتهما خنادق القتال وأواصر الدم والنضال. والوعي الشعبي قادر على التمييز بين الحقائق والزيف، مهما تكررت محاولات التضليل. ويؤكد مثقفون أن الدفاع عن هذا التاريخ المشترك لا يتعلق فقط بصون الماضي، بل أيضاً بحماية الحاضر والمستقبل من مخاطر الانقسام.

📌 المصدر: متابعات إعلامية جزائرية ومصرية، تقارير مؤرخين وتصريحات رسمية (30 سبتمبر 2025).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى