
غزة – في تطور جديد على صعيد الحرب المستمرة منذ 725 يوماً، أفادت مصادر طبية في قطاع غزة مساء الثلاثاء بأن 59 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر اليوم بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 20 مدنياً كانوا بانتظار المساعدات في مناطق متفرقة من وسط وجنوب القطاع.
وبحسب تقرير لموقع الجزيرة نت (30 سبتمبر 2025)، فإن الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد قتامة مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، حيث وثّقت المستشفيات ارتفاعاً في أعداد الشهداء، من بينهم أطفال وصحفيون، بينما تعرض مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة لقصف بطائرات مسيّرة ألقت غازات سامة وفق مصادر فلسطينية.
عمليات مقاومة ورد إسرائيلي
على الجانب الميداني، أعلنت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – عن تنفيذ عدة عمليات ضد قوات الاحتلال داخل غزة، أبرزها تفجير دبابة “ميركافا” بعبوة أرضية في حي الصبرة جنوب المدينة، إضافة إلى اقتحام موقع عسكري إسرائيلي في حي تل الهوا حيث أسقطت عناصر المقاومة قتلى وجرحى بين الجنود الإسرائيليين، وفق بيان نشر عبر حسابها في “تليغرام”.
كما أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تفجير “صاروخ GBU” من مخلفات الاحتلال بمجموعة من الجنود الإسرائيليين جنوب غزة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم.
وفي الضفة الغربية، شهدت بلدة بيت فجار قرب بيت لحم عملية فدائية عند مفترق الخضر، أسفرت عن إصابة ثلاثة مستوطنين. وأكدت حركة حماس أن “العملية رسالة بأن الشعب الفلسطيني لن يصمت على جرائم الاحتلال”.
خطة ترامب: انقسام المواقف
على الصعيد السياسي، واصلت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة إثارة الجدل.
-
وفد من حركة حماس عقد اجتماعات في الدوحة مع مسؤولين من قطر ومصر وتركيا لبحث المقترح الأميركي، مؤكداً أنه سيدرسه “بمسؤولية عالية”.
-
واشنطن، بحسب موقع أكسيوس، أبدت استعدادها لمناقشة “تعديلات محددة” على الخطة، لكنها رفضت فتحها بالكامل للنقاش.
-
إسرائيل، على لسان وزير الخارجية غدعون ساعر، شددت على أن الخطة “ليست للتفاوض بل للقبول أو الرفض”، فيما طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير برفضها معتبراً أنها “خطر على أمن إسرائيل”.
-
قطر، عبر رئيس وزرائها ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكدت أن هناك “قضايا تحتاج لتوضيح وتفاوض”، مشددة على أن الهدف الأساسي هو “إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن سكان غزة”.
تحركات إقليمية ودولية
في موازاة ذلك، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطورات الوضع في فلسطين. كما واصل أسطول الصمود العالمي تحركه نحو سواحل غزة لكسر الحصار، وسط محاولات من إيطاليا للتراجع عن مرافقة الأسطول، الأمر الذي وصفه الناشطون بأنه “تخريب متعمد” يخدم إسرائيل.
من جهة أخرى، أفاد موقع ريبونسيبول ستيت كرافت الأميركي أن إسرائيل وقعت عقداً بقيمة 6 ملايين دولار مع شركة أميركية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بغرض “تعزيز روايتها” عالمياً.
خلاصة
في ظل استمرار القصف وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، يبدو أن الميدان يفرض معادلات جديدة توازي المساعي السياسية المعقدة. وبينما تسعى إدارة ترامب لتمرير خطتها بدعم بعض الأطراف الإقليمية، تواجه رفضاً من قوى المقاومة ومخاوف من قادة إسرائيليين. ويبقى السؤال مفتوحاً: هل تنجح الجهود الدولية في فرض تهدئة، أم أن التصعيد سيظل سيد الموقف؟
📌 المصدر: الجزيرة نت، أكسيوس، رويترز، وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية (30 سبتمبر 2025).