دولي

المغرب.. جيل جديد في مواجهة المخزن

لم تعد احتجاجات الشباب المغربي حدثًا عابرًا، بل تحوّلت إلى عنوان لأزمة عميقة تعصف بالبلاد. ما شهدته الشوارع مؤخرًا، حين تحدّى الآلاف القمع الأمني، يكشف أن المغرب يقف على مفترق طرق خطير، وأن جيلًا جديدًا يرفض الصمت ويصرّ على مواجهة منظومة المخزن بكل رموزها.

في قلب العاصفة يقف الملك محمد السادس، ليس كـ”رمز وحدة وطنية” كما يروّج الخطاب الرسمي، بل كرأس هرم سياسي واقتصادي يسيطر على قطاعات استراتيجية عبر مجموعته القابضة “المدى”. ثروة طائلة واحتكار ممنهج، في مقابل ملايين يعيشون التهميش والبطالة والفقر.

الحكومة، مهما تغيّرت وجوهها، ليست سوى ديكور بلا صلاحيات حقيقية. القرار بيد القصر، والبرلمان أداة تزيين. وعندما ينفجر الشارع، يكون الجواب واحدًا: القمع والاعتقالات، بدل الحوار والإصلاح.

لكن ما يواجهه المخزن اليوم مختلف. “جيل زد”، المولود في قلب الإنترنت، جيل متشبع بالحرية الرقمية، لا يخضع للأحزاب التقليدية ولا للإعلام الرسمي. يرى في القصر مصدر الأزمة، ويطالب بفرص عمل وعدالة اجتماعية وخدمات عمومية تليق بالإنسان.

المعادلة واضحة: الأزمة ليست أزمة حكومة، بل أزمة ملكية. المستقبل لن يُرسم في القصر وحده، بل في الشارع، حيث يهتف الشباب: “ما بغيناش وعود فارغة.. بغينا كرامة وعدالة”.
تقرير موهدي صمودي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى