شهد إقليم دارفور غرب السودان، الجمعة 19 سبتمبر 2025، واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية النزاع، حيث أسفر قصف بطائرة مسيّرة نُسب إلى قوات الدعم السريع عن مقتل ما لا يقل عن 75 شخصا داخل مسجد بمدينة الفاشر، وفق حصيلة أولية لأجهزة الإسعاف.
وأفادت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك للنازحين أن القصف استهدف حي الدرجة الأولى، حيث كان عشرات المدنيين قد لجؤوا من المخيم المكتظ بالسكان والذي يعاني من المجاعة. وذكرت أن القصف تم بواسطة “مسيّرة انتحارية” أصابت مسجدا أثناء تجمع للنازحين، ما أدى إلى انهيار أجزاء من المبنى فوق المصلين.
الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تُعدّ آخر مدينة كبرى لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني وحلفائه، وسط تقدم متسارع لقوات الدعم السريع التي تحاصرها منذ أكثر من عام ونصف. سقوطها المحتمل قد يمنح هذه القوات سيطرة كاملة على دارفور، وهي منطقة سبق أن شهدت، وفق تقارير الأمم المتحدة، جرائم حرب وانتهاكات واسعة ارتكبها الطرفان المتحاربان.
صور أقمار اصطناعية حديثة نشرها “مختبر البحوث الإنسانية” بجامعة ييل الأميركية أظهرت دمارا واسعا في محيط معسكر أبو شوك والقاعدة السابقة لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (يوناميد)، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخرا، بحسب شهود ومصادر ميدانية.
ومع استمرار المعارك واقتراب خطوط النار من وسط الفاشر ومطارها العسكري، تحذر المنظمات الإنسانية من خطر مجازر جماعية قد تستهدف خصوصا المجموعات غير العربية مثل قبيلة الزغاوة، التي تُعتبر العمود الفقري للقوات المشتركة الموالية للجيش.
ولم تُصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على الهجوم.
