
القدس/غزة – 30 سبتمبر 2025
تواجه الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، والمكونة من 20 بندًا، عقبات كبيرة تحول دون تطبيقها على أرض الواقع. فرغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمه لها، إلا أن مواقف الأطراف المعنية، سواء حركة حماس أو قوى اليمين الإسرائيلي، تكشف عن صعوبات بالغة في تنفيذها، وسط حالة من عدم اليقين حول مستقبل هذه المبادرة.
أولًا: موقف حركة حماس
لم تُصدر حماس حتى الآن موقفًا رسميًا علنيًا من الخطة، واكتفت بدراستها بعد الإعلان عنها. مسؤول فلسطيني مطلع أكد أن الحركة “حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل يضمن وقف الحرب وانسحابًا كاملاً لإسرائيل من غزة، ورفع الحصار المفروض منذ 2007، مع الشروع في إعادة إعمار القطاع”.
لكن الخطة الأمريكية تتضمن شرطًا جوهريًا يصعب على الحركة القبول به، وهو نزع سلاح غزة، الأمر الذي اعتبره قياديون في حماس “مساسًا بحق المقاومة المشروع وفق القوانين الدولية”. ويؤكد محللون أن قبول حماس بهذا الشرط سيُفقدها شرعية المقاومة، بينما رفضها سيعرضها لاتهامات دولية بعرقلة جهود السلام.
ثانيًا: موقف نتانياهو والتحفظات الإسرائيلية
على الرغم من إعلانه تأييد الخطة، أظهر نتانياهو تناقضًا في مواقفه، إذ صرّح في بيان مصور أن “الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم قطاع غزة”، ما يتناقض مع بند الانسحاب التدريجي الوارد في الخطة الأمريكية.
ويرى خبراء أن نتانياهو “يتحدث بصوتين”: الأول موجّه للعالم وللإدارة الأمريكية لإظهار المرونة، والثاني لقاعدته الانتخابية اليمينية الرافضة لأي انسحاب أو تسوية سياسية قد تقود نحو حل الدولتين.
ثالثًا: ضغوط اليمين الإسرائيلي المتطرف
تمثل المعارضة الأشد للخطة في داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، التي تُعتبر من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل. فقد وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الخطة بأنها “فشل دبلوماسي مدو”، فيما أكد قادة المستوطنين أن أي حديث عن دولة فلسطينية أو انسحاب من غزة والضفة الغربية يُعد “خطًا أحمر”.
ويرى مراقبون أن قبول حماس بالخطة قد يهدد تماسك حكومة نتانياهو نفسها، إذ قد ينسحب الوزراء اليمينيون المتطرفون من الائتلاف، ما يضع رئيس الوزراء في أزمة سياسية داخلية.
رابعًا: غياب جدول زمني واضح
من بين العوائق العملية كذلك، أن الخطة لم تحدد جدولًا زمنيًا لانسحاب إسرائيل من غزة، ما يترك الباب مفتوحًا أمام التأويلات والتلاعب في التطبيق. ويرى خبراء أن هذا الغموض قد يجعل الخطة مجرد إعلان سياسي أكثر من كونها مشروعًا قابلًا للتنفيذ.
بين رفض محتمل من حماس لشروط نزع السلاح، وتناقض مواقف نتانياهو، ورفض وزراء اليمين الإسرائيلي لأي تسوية تقود إلى دولة فلسطينية، يبدو أن خطة ترامب تواجه تحديات عميقة تهدد بفشلها قبل أن تبدأ. وفي غياب توافق داخلي بين الأطراف الأساسية، يبقى مستقبل المبادرة معلقًا على توازنات معقدة قد تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.
🔹 المصدر: فرانس24 – الشرق الأوسط (30/09/2025)