الرباط – 30 سبتمبر 2025
أعربت الحكومة المغربية، يوم الثلاثاء، عن تفهمها للاحتجاجات الاجتماعية المتواصلة منذ أربعة أيام في عدة مدن، مؤكدة استعدادها للتجاوب “الإيجابي والمسؤول” مع المطالب المرفوعة من قبل الشباب، في إطار الحوار والنقاش المؤسساتي.
وجاء في بيان لرئاسة الحكومة أنه “وبعد استعراض مختلف التطورات المرتبطة بالتعبيرات الشبابية في الفضاءات الإلكترونية والعامة، تؤكد الحكومة حسن إنصاتها وتفهمها للمطالب الاجتماعية، واستعدادها للتجاوب الإيجابي والمسؤول معها عبر الحوار والنقاش داخل المؤسسات والفضاءات العمومية، وإيجاد حلول واقعية وقابلة للتنزيل للانتصار لقضايا الوطن والمواطن”.
حركة “جيل زد-212” في الواجهة
وتقود هذه الاحتجاجات، التي اندلعت قبل أربعة أيام، مجموعة شبابية تُطلق على نفسها اسم “جيل زد-212” في إشارة إلى رمز الهاتف الدولي للمغرب. وقد خرج آلاف الشباب في مدن كبرى مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة، رافعين شعارات تطالب بإصلاحات شاملة، وتحسين الخدمات العمومية خاصة في قطاعي الصحة والتعليم، إضافة إلى الدعوة لمحاربة الفساد.
تدخل أمني وانتقادات حقوقية
وقد رافقت قوات الأمن المغربية المتظاهرين وأبعدتهم عن مبنى البرلمان في الرباط يوم 28 سبتمبر، في مشاهد وثّقتها عدسات الصحافة الدولية. وأسفرت المواجهات عن توقيف العشرات من المشاركين، لكن أغلبهم أُفرج عنهم لاحقًا.
من جانبها، أعربت منظمات حقوقية محلية ودولية عن قلقها من “استخدام العنف لتفريق مظاهرات سلمية تُعبّر عن مطالب اجتماعية مشروعة”، مطالبة السلطات باحترام الحق في التظاهر السلمي.
شعارات رافضة للأولويات الحكومية
ورفع المتظاهرون شعارات لافتة من بينها: “ما بغيناش كأس العالم.. الصحة أولاً”، في إشارة إلى انتقادهم تخصيص ميزانيات ضخمة لتشييد الملاعب والبنى التحتية استعدادًا لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2026 وكأس العالم لكرة القدم 2030، في حين تعاني قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم من نقائص واضحة.
دعوة رسمية للحوار
وأكدت الحكومة في ختام بيانها أن “المقاربة المبنية على الحوار والنقاش هي السبيل الوحيد لمعالجة مختلف الإشكالات التي تواجهها بلادنا”، ما يعكس محاولة لاحتواء الغضب الشعبي المتنامي عبر قنوات مؤسساتية بدل التصعيد.
🔹 المصدر: فرانس24 – الأخبار المغاربية (30/09/2025)
