
القدس/غزة – 28 أكتوبر 2025 (فرانس24 – أوراس)
أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، بشن غارات جوية “قوية وفورية” على قطاع غزة، بعد اتهام حركة حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أسابيع في شرم الشيخ برعاية أمريكية.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بمقتل خمسة أشخاص في ثلاث غارات استهدفت مدينة غزة، في أول تصعيد من نوعه منذ بدء سريان الهدنة.
وجاءت الغارات بعد إعلان إسرائيل أن الرفات التي تسلمتها من حماس لا تعود لأي من الرهائن المفقودين، بل لجثة سبق أن استرجعها الجيش الإسرائيلي قبل عامين. وردت حماس بإعلان إرجاء تسليم جثة رهينة إسرائيلي، متهمة تل أبيب بـ”ارتكاب خروقات واضحة للاتفاق”.
وفي بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، جاء أن “نتانياهو وجّه الجيش بتنفيذ غارات قوية على قطاع غزة رداً على انتهاكات حماس”، فيما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الحركة “ستدفع ثمناً باهظاً لهجومها على جنود الجيش وانتهاكها للاتفاق الخاص بإعادة جثامين الرهائن”.
من جهتها، نفت حماس مسؤوليتها عن أي هجوم ضد القوات الإسرائيلية في رفح، مؤكدة التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار. وأوضحت في بيان أن “العدوان الإسرائيلي يمثل انتهاكاً صارخاً للاتفاق المبرم برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، مشيرة إلى أن جهودها لتحديد أماكن رفات الرهائن “تواجه صعوبات بسبب الدمار الواسع ونقص المعدات التقنية”.
وبينما دعا وزراء إسرائيليون متشددون، بينهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إلى رد أكثر صرامة ضد حماس، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين قولهم إن أي عملية عسكرية واسعة تتطلب موافقة مسبقة من واشنطن.
وفي واشنطن، قال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس إن وقف إطلاق النار “لا يزال صامداً رغم الغارات”، مضيفاً أن “بعض المناوشات لا تعني انهيار الاتفاق، وأن الإدارة الأمريكية تتابع الوضع عن كثب”.
وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة فلسطينيين في اشتباك مسلح بمخيم جنين، بينهم اثنان من عناصر كتائب القسام، في مؤشر على اتساع رقعة التوتر بين الطرفين.
ويأتي هذا التصعيد في وقت دقيق تشهد فيه المنطقة مساعي دولية للحفاظ على الهدوء الهش بين إسرائيل وحماس بعد عامين من الحرب المدمرة، وسط تحذيرات من انهيار الاتفاق في حال استمرار الخروقات المتبادلة.



