دولي

البرهان يقرّ بانسحاب الجيش من الفاشر والأمم المتحدة تحذر من “فظائع ذات دوافع عرقية” في دارفور

الخرطوم – 28 أكتوبر 2025 (فرانس24/أوراس)
أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الإثنين، انسحاب قواته من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد معارك طاحنة مع قوات الدعم السريع استمرت منذ نيسان/أبريل 2023. يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من خطر وقوع “فظائع وانتهاكات واسعة النطاق بدوافع عرقية” ضد المدنيين في المدينة.

وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي، قال البرهان:

“وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر إلى مكان آمن، وسنقتص لما حدث لأهلها”.

وجاء هذا التصريح بعد يوم واحد من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة، ونشرها مقاطع فيديو على منصاتها تُظهر مقاتلين يحتفلون في شوارع الفاشر.


🔹 تحذيرات أممية من “كارثة إنسانية”

من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن مدينة الفاشر تعيش “وضعًا حرجًا للغاية”، مشيراً إلى أن خطر ارتكاب فظائع ذات دوافع عرقية “يتزايد يوماً بعد يوم”.
وأضاف في بيان رسمي أن مكتبه تلقى تقارير عن عمليات إعدام ميداني بحق مدنيين حاولوا الفرار من المدينة، وأن مقاطع فيديو تم التحقق منها تُظهر “عشرات الرجال العُزّل مقتولين بالرصاص ومحاطين بعناصر من قوات الدعم السريع”.

وأشار تورك إلى ورود معلومات عن اعتقال مئات المدنيين، بينهم صحافيون، مطالباً بضرورة “ضمان حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للراغبين في النزوح إلى مناطق أكثر أمناً”.

كما شدّد على أن القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام التجويع كسلاح حرب أو استهداف غير المشاركين في القتال، داعيًا قوات الدعم السريع إلى اتخاذ “خطوات عاجلة وملموسة لوقف الانتهاكات والعنف العرقي والانتقامي”.


🔹 الاتحاد الأفريقي: “جرائم حرب محتملة”

وفي سياق متصل، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف ما وصفه بـ”الفظاعات وجرائم الحرب” التي وردت في تقارير من مدينة الفاشر.
وقال في بيان نُشر عبر منصة “إكس”:

“نعبّر عن قلقنا البالغ إزاء العنف المتصاعد والانتهاكات التي تستهدف جماعات عرقية في الفاشر”، داعيًا إلى “وقف فوري للأعمال القتالية وفتح ممرات إنسانية عاجلة”.

وشدّد يوسف على أن الحل العسكري للأزمة السودانية غير ممكن، مطالبًا جميع الأطراف بالدخول في عملية سياسية شاملة برعاية أفريقية ودولية.


🔹 نقطة تحوّل في الحرب

تشكل سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر تطورًا مفصليًا في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين القوتين المتنازعتين، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى نزوح نحو 12 مليون شخص داخل السودان وخارجه.
وتعد الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي كانت لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، ما يجعل هذا الانسحاب تحولًا استراتيجيًا في موازين الصراع، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانقسام والتفكك الأمني في غرب البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى