
شهدت مدينة قابس جنوب تونس، اليوم الجمعة، موجة احتجاجات جديدة شارك فيها المئات من السكان، مطالبين بـ تفكيك المجمّع الكيميائي للفوسفات الذي يصرف نفاياته في البحر والهواء الطلق، وذلك عقب تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات الاختناق بين المواطنين والتلاميذ في المدارس المجاورة.
الاحتجاجات جاءت استجابة لدعوة من منظمة “أوقفوا التلوث”، التي عبّرت عن قلقها من الوضع البيئي المتدهور في المنطقة، حيث رفع المتظاهرون شعارات من قبيل: “نريد أن نعيش” و “قابس ضحية التلوث وظلم الحكومة”. وقد رافقت المظاهرات حالة من الغضب الشعبي، خاصة بعد تداول مقاطع مصوّرة تُظهر تلاميذًا يعانون من صعوبات في التنفس بالقرب من مصنع الأسمدة في منطقة شط السلام.
وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن نحو عشرين شخصًا نُقلوا إلى المستشفى الشهر الماضي بسبب حالات اختناق ناجمة عن أبخرة المصنع نفسه، وهو ما أعاد إلى الواجهة مطالب السكان بضرورة إغلاقه أو نقله بعيدًا عن المناطق السكنية.
ويُعدّ المجمّع الكيميائي التونسي (GCT)، الذي أُنشئ سنة 1972، من أبرز المنشآت الصناعية الحكومية لمعالجة الفوسفات، إلا أنه يواجه منذ سنوات اتهامات بالتسبب في تلوث خطير للهواء والمياه الجوفية بسبب انبعاث غازات سامة كـ ثاني أكسيد الكبريت والأمونيا، إضافة إلى الجبس الفوسفوري الذي يحتوي على مواد مسرطنة مثل الرصاص والزرنيخ.
وحسب تقارير علمية، من بينها تقرير صادر عن مختبر العلوم الجيولوجية والبيئة في تولوز نهاية العام الماضي، فإن مستويات التلوث في قابس تُعد “عالية جدًا”، وتؤدي إلى “تداعيات وخيمة” على الصحة العامة، من بينها تشوهات خلقية وأمراض سرطانية.
ورغم تعهد السلطات التونسية في عام 2017 بتفكيك المجمع واستبداله بمنشأة صديقة للبيئة تراعي المعايير الدولية، إلا أن هذا المشروع لم يُنفّذ بعد، ما يزيد من احتقان الشارع المحلي الذي يرى أن الوضع البيئي في قابس لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل.
#تونس #قابس #فوسفات #تلوث #بيئة #احتجاجات #أوقفوا_التلوث
**mind vault**
mind vault is a premium cognitive support formula created for adults 45+. It’s thoughtfully designed to help maintain clear thinking