شهدت مدينة قابس جنوب شرق تونس موجة احتجاجات واسعة ضد المجمع الكيميائي التونسي، اتهمه السكان المحليون بالتسبب في تلوث بيئي خطير ومشاكل صحية متزايدة.
وخلال هذه المظاهرات، اعتقلت قوات الأمن عشرات الأشخاص، وفق ما أكده محامون ومنظمات محلية اليوم السبت 18 أكتوبر 2025.
وقال المحامي مهدي التلمودي، عضو الفرع المحلي للمحامين، إنّ التوقيفات استهدفت متظاهرين ليلاً، موضحاً أن الاحتجاجات النهارية كانت سلمية في معظمها، في حين شهدت الليلية اشتباكات محدودة مع قوات الأمن وحرقاً للإطارات. وأضاف أن العدد الدقيق للموقوفين لا يزال غير معروف حتى الآن.
من جانبه، أكد خير الدين دبيّة، منسق حملة “أوقفوا التلوث”، أن عدد الموقوفين تجاوز المئة شخص، موضحاً أن “الشرطة أوقفت أكثر من 70 شخصاً ليلة الجمعة فقط، فيما تم اعتقال آخرين من منازلهم مع حلول الفجر”.
وشهدت مدينة قابس خلال الأيام الماضية مظاهرات متكررة تطالب بإغلاق المجمع الكيميائي الذي يعالج الفوسفات لإنتاج الأسمدة، إذ يؤكد السكان أنه يتسبب بانبعاثات غازية ونفايات سامة ألحقت أضراراً بالبيئة وصحة السكان، خاصة مع زيادة الانبعاثات في الآونة الأخيرة.
وفي المقابل، كانت السلطات التونسية قد أعلنت في وقت سابق نيتها زيادة إنتاج المجمع رغم تعهدها عام 2017 بإغلاقه تدريجياً، معتبرة أن قطاع الفوسفات يمثل “ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني” ومصدراً رئيسياً لعائدات الدولة.
من جهتها، أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية فجر السبت أن الرئيس قيس سعيّد استدعى رئيسي مجلسي النواب والجهات والأقاليم لمناقشة “الوضع البيئي في قابس”، مشيرة إلى أن الرئيس شدد على ضرورة إيجاد حلول عاجلة وآنية لأزمة التلوث في المدينة.
وتسعى تونس، التي تمتلك أحد أكبر احتياطات الفوسفات في العالم، إلى رفع إنتاجها من الأسمدة إلى نحو 14 مليون طن سنوياً بحلول 2030، مقارنة بأقل من ثلاثة ملايين طن حالياً، في محاولة للاستفادة من ارتفاع الأسعار العالمية.
📍 قابس – تونس
المصدر فراس 24
