
كينغستون – 28 أكتوبر 2025 (وكالات)
أعلنت السلطات الجامايكية، اليوم الثلاثاء، حالة الطوارئ في أنحاء البلاد بعد أن خلف إعصار “ميليسا” المدمر ثلاثة قتلى على الأقل، وسط تحذيرات من فيضانات وانهيارات أرضية كارثية مع استمرار الرياح العاتية التي بلغت سرعتها 282 كيلومتراً في الساعة.
وصُنّف الإعصار الذي يقترب من جزيرة جامايكا كعاصفة من الفئة الخامسة، وهي الأعلى على مقياس “سافير-سيمبسون”، ما يجعله مرشحاً ليكون الأعنف في تاريخ الجزيرة الكاريبية منذ بدء الرصد المناخي.
🔹 رياح مدمرة وفيضانات تهدد الحياة
أفاد المركز الوطني الأمريكي للأعاصير بأن الإعصار يحمل رياحاً “مهددة للحياة”، وقد يتسبب بفيضانات واسعة النطاق وأضرار جسيمة في المنازل والبنى التحتية.
وأوضح أن تأثير “ميليسا” يشبه من حيث القوة إعصاري “ماريا” (2017) و**”كاترينا” (2005)** اللذين خلّفا دماراً هائلاً في بورتوريكو ونيو أورلينز.
وفي جامايكا، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم أثناء استعدادهم للإعصار، بينهم عمال كانوا يقطعون الأشجار لحماية منازلهم، فيما أبلغت السلطات عن انقطاع شامل للكهرباء في مناطق الساحل الجنوبي.
🔹 تحذيرات حكومية وإجلاءات واسعة
رئيس الوزراء أندرو هولنس دعا السكان إلى الامتثال لأوامر الإخلاء، قائلاً في تصريح تلفزيوني:
“لا أعتقد أن أي منشأة في هذه المنطقة يمكنها الصمود أمام إعصار من الفئة الخامسة، لذلك نحث الجميع على إخلاء المناطق المعرضة للخطر فوراً.”
وقد أُصدرت أوامر بإخلاء نحو 28 ألف شخص من المناطق الساحلية المنخفضة، بينما تم تخصيص 33 مليون دولار كميزانية طوارئ لمواجهة الأضرار المتوقعة.
🔹 خطر الانهيارات الأرضية والدمار الزراعي
وتوقعت خدمات الأرصاد الجوية أن يجلب “ميليسا” أمطاراً تتجاوز 90 سنتيمتراً خلال 48 ساعة، ما قد يؤدي إلى انهيارات أرضية وانجراف التربة الزراعية، في وقت أبدى المزارعون مخاوفهم من خسارة محاصيل قصب السكر والموز التي تشكّل العمود الفقري للاقتصاد المحلي.
🔹 الإعصار في طريقه إلى كوبا والبهاما
ويتجه الإعصار حالياً شمال غرب الجزيرة، ومن المتوقع أن يمر فوق شرق كوبا مساء الثلاثاء، قبل أن يتجه نحو جزر البهاما وتوركس وكايكوس يوم الأربعاء، بحسب المركز الأمريكي للأعاصير.
🔹 حالة ترقب ومخاوف من أعمال نهب
ونقلت وكالة “رويترز” عن سكان محليين قولهم إنهم مترددون في مغادرة منازلهم خوفاً من أعمال نهب، فيما ذكرت السلطات أن بعض الحافلات المخصصة لعمليات الإجلاء لم تتزود بالوقود بعد.
وقال أحد المواطنين:
“البنية التحتية هنا لا تحتمل عاصفة من الفئة الخامسة، لكننا خائفون من مغادرة بيوتنا وتركها عرضة للسرقة.”
ويُتوقّع أن تكون الساعات القادمة حاسمة في تحديد مدى الكارثة التي قد يخلفها الإعصار على الجزيرة.



