
مع بدء سريان هدنة هشة بين إسرائيل وحركة حماس، تتجه الأنظار نحو المرحلة التالية من خطة السلام الأمريكية التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي يرى فيها خبراء أنها تفتقر لأي مؤشرات على الديمقراطية وتعيد إلى الأذهان ملامح الحكم الاستعماري القديم.
الخطة المؤلفة من عشرين نقطة تنص على أن يُدار القطاع مؤقتًا من قبل لجنة انتقالية من التكنوقراط الفلسطينيين بإشراف ما يسمى “مجلس السلام الدولي”، وهو هيئة يرأسها ترامب نفسه وتضم شخصيات دولية أبرزها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وتُسند إلى هذه اللجنة مهام إدارة الشؤون المدنية والأمنية في غزة إلى حين نقل السلطة لاحقًا إلى السلطة الفلسطينية بعد تنفيذ “إصلاحات هيكلية”.
ورغم أن واشنطن تعتبر هذه الخطة خطوة نحو “سلام دائم في الشرق الأوسط”، فإن مراقبين فلسطينيين ودوليين يرون فيها نموذجًا وصائيًا يهمّش سكان القطاع ويقوّض فكرة الحكم الذاتي.
انتقادات فلسطينية ودولية
الخبيرة البريطانية في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر آن عرفان، مؤلفة كتاب تاريخ موجز لقطاع غزة، وصفت الخطة بأنها غامضة ومفتقرة للشرعية الشعبية، مؤكدة أن “كل شيء في هذه الخطة غير واضح: من سيختار اللجنة؟ ما هو دور حماس؟ وما المدة الزمنية للترتيب المؤقت؟”.
وأضافت أن إشراك توني بلير في المجلس “يذكّر بفترة الانتداب البريطاني على فلسطين” ويثير تساؤلات حول النوايا الفعلية من وراء المشروع.
كذلك، أشار محللون فلسطينيون إلى أن الخطة تمنح الولايات المتحدة وإسرائيل السيطرة غير المباشرة على غزة عبر لجنة لا تخضع لإرادة شعبية، ما يجعلها أقرب إلى نظام وصاية دولية.
غياب الثقة بالسلطة الفلسطينية
ورغم أن الخطة تنص على نقل الحكم تدريجيًا إلى السلطة الفلسطينية، إلا أن مراقبين شككوا في قدرتها على استعادة السيطرة على القطاع.
فالرئيس محمود عباس الذي شارك في قمة شرم الشيخ الأخيرة، يواجه انتقادات داخلية واسعة بسبب ضعف شرعيته وتراجع شعبيته، حيث لم تُجرَ انتخابات فلسطينية منذ أكثر من 18 عامًا.
وترى الخبيرة عرفان أن السلطة “تعمل في الضفة الغربية بحدود ما تسمح به إسرائيل”، مضيفةً أن “هذا النموذج لا يُبشر بأي سيادة حقيقية للفلسطينيين”.
حماس خارج المشهد… رسمياً
تنص الخطة على استبعاد حركة حماس من أي دور سياسي أو إداري في غزة، رغم تقارير تفيد بأن واشنطن قد تسمح لها بإدارة الملف الأمني مؤقتًا للحفاظ على الاستقرار ومنع الفوضى.
لكن الحركة رفضت نزع سلاحها، ما يجعل من الصعب تطبيق الخطة بالكامل على الأرض، خاصة وأن حماس لا تزال تحتفظ بقدرة عسكرية وتنظيمية كبيرة رغم الحرب.
غياب الديمقراطية وتحديات الإعمار
يرى مراقبون أن أبرز نقاط الضعف في الخطة هو غياب أي مسار ديمقراطي واضح يضمن مشاركة سكان القطاع في تقرير مصيرهم.
فبعد عامين من الحرب، يعيش سكان غزة كارثة إنسانية وسط دمار واسع وغياب للخدمات الأساسية، ما يجعل الأولوية لإعادة الإعمار لا لتشكيل لجان فوقية تدار من الخارج.
ويختصر أحد المحللين المشهد بقوله:
“خطة ترامب تعطي انطباعًا بأن غزة ستُدار عن بُعد، وليس من قبل أبنائها. هي أشبه بإعادة إنتاج لنظام الوصاية، لا بناء دولة فلسطينية حرة.”
المصدر فرانس24
Hi i think that i saw you visited my web site thus i came to Return the favore I am attempting to find things to improve my web siteI suppose its ok to use some of your ideas