الجزائر – أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم الخميس 2 أكتوبر 2025، أن النجاح الكبير الذي حققته الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، الذي احتضنته الجزائر في سبتمبر الماضي، يشكل منطلقا جديدا لتكثيف حضور الجزائر في القارة الإفريقية، وتعزيز دورها الاقتصادي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأوضح الرئيس تبون، خلال إشرافه على لقاء بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، أن هذه التظاهرة الاقتصادية الكبرى “سمحت للأشقاء الأفارقة والعارضين من خارج القارة باكتشاف الجزائر من جديد”، مشيرا إلى أن المناخ الاستثماري الوطني “أصبح أكثر جاذبية بفضل جهود الصناعيين والشباب حاملي المشاريع”.
وأضاف رئيس الجمهورية أن الجزائر تسعى إلى ترسيخ صورة اقتصاد تنافسي بعيد عن التعقيدات البيروقراطية، قائم على الابتكار والمؤسسات الناشئة، وهو ما جعلها اليوم رائدة إفريقيا في هذا المجال. كما أبرز الأشواط المهمة التي قطعتها البلاد في مجالات الصناعات الغذائية، الإنتاج الصيدلاني، الصناعات الكهرومنزلية والكيماوية، مؤكدا أن هذه المكاسب تمثل دافعا لمضاعفة الجهود لزيادة الصادرات خارج قطاع المحروقات.
📊 أرقام ونتائج المعرض
وأشار الرئيس إلى أن قيمة الصفقات المبرمة خلال المعرض بلغت نحو 48.3 مليار دولار، منها 11.4 مليار دولار حصة الجزائر، في حين ما تزال عقود أخرى قيد التفاوض بقيمة 11.6 مليار دولار. واعتبر هذه النتائج “استثنائية مقارنة بالطبعات السابقة”، مؤكدا أن هذا النجاح سيكون بمثابة انطلاقة نحو مرحلة جديدة يضطلع فيها المتعاملون الاقتصاديون بدور أساسي في تطوير الاقتصاد الوطني.
كما أعلن الرئيس عن تحويل لجنة متابعة نتائج المعرض من وزارة التجارة إلى مصالح الوزير الأول، قصد متابعة العقود الموقعة وضمان تنفيذها، مشددا بالقول: “لن نتهاون مع من لا يفي بالتزاماته، فمصداقية الجزائر فوق كل اعتبار”.
🛠️ رهانات اقتصادية واستراتيجية
وفي سياق متصل، جدد تبون التزامه برفع مساهمة الصناعة في الناتج الداخلي الخام إلى 13 بالمائة، بعدما لم تتجاوز 3 بالمائة سنة 2019. كما كشف عن توقعات بارتفاع الناتج المحلي الخام للجزائر إلى 400 مليار دولار بحلول 2027، بفضل الإمكانيات والموارد الوطنية.
وأثنى الرئيس على الحركية الاستثمارية في البلاد، مشيرا إلى تسجيل أكثر من 17 ألف مشروع استثماري على مستوى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، مع إمكانية خلق 420 ألف منصب شغل. كما نوه بالارتفاع الكبير لعدد المؤسسات الناشئة من 200 فقط قبل سنوات إلى حوالي 10 آلاف مؤسسة حاليا.
وختم رئيس الجمهورية بالتأكيد على أن “الدولة القوية هي التي تملك اقتصادا قويا، جيشا قويا، وشعبا واعيا و وطنيا”، معتبرا أن نجاح المعرض دليل على أن الاقتصاد الجزائري “يسير في الطريق الصحيح”.
🔹 المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية (APS) – 02 أكتوبر 2025
