وطني

سكيكدة تشهد أكبر عملية لتهيئة وفتح المسالك الغابية منذ الاستقلال 📅

سكيكدة تشهد أكبر عملية لتهيئة وفتح المسالك الغابية منذ الاستقلال

سكيكدة – تشهد ولاية سكيكدة انطلاقة أكبر عملية لتهيئة وفتح المسالك الغابية في تاريخها منذ الاستقلال، بمسافة إجمالية بلغت 419.8 كيلومترًا، وذلك في إطار برنامج وطني واسع يهدف إلى دعم التنمية الريفية وتعزيز قدرات حماية الثروة الغابية.

وتُعد هذه العملية غير المسبوقة ثمرة جهود متكاملة بين السلطات المركزية والمحلية، بعد سلسلة من اللقاءات التي جمعت مسؤولين سامين من وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري والداخلية والجماعات المحلية، إضافة إلى السيد جمال طواهرية المدير العام للغابات، ووالي الولاية، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، ومحافظ الغابات.

وخلال لقاء ميداني سابق نُظم في منطقة بوالنغرة على هامش مناورة محاكاة لحريق غابي، طرح السيد كمال بوالشرش، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي بسكيكدة، ملف تهيئة وفتح المسالك الغابية باعتباره من بين أهم الانشغالات التي طال انتظارها من طرف سكان المناطق الجبلية والريفية.
وأوضح بوالشرش في عرضه آنذاك أن شبكة المسالك الغابية بولاية سكيكدة تتجاوز 2700 كيلومتر، في حين لا تتعدى الأشغال المنجزة سنويًا ما بين 40 و50 كيلومترًا فقط، ما يعني الحاجة إلى أكثر من نصف قرن لإعادة التهيئة الكاملة لو استمر هذا النسق البطيء.

وبعد دراسة معمقة للملف، تمت الموافقة على مشروع استثنائي يقضي بتهيئة 391.8 كيلومتر وفتح 28 كيلومترًا جديدة، تشمل معظم بلديات الولاية، خصوصًا تلك ذات الطابع الغابي الكثيف.
ويُرتقب أن يُسهم هذا المشروع في تحسين الوصول إلى القرى والمناطق الجبلية، وتسهيل عمليات مكافحة الحرائق والتدخل السريع، إلى جانب دعم الحركة الاقتصادية والزراعية عبر فك العزلة عن المناطق الريفية النائية.

وفي تصريح له، ثمّن السيد كمال بوالشرش هذا القرار، معتبرًا إياه “تحولًا نوعيًا في مقاربة الدولة تجاه التنمية الريفية وحماية الثروة الغابية”، موجهًا شكره إلى السلطات المركزية والمحلية وكل من دعم هذا المسعى، وعلى رأسهم الأمينان العامان لوزارتي الفلاحة والداخلية، والمدير العام للغابات، ووالي الولاية، ومحافظ الغابات وإطاراته.

كما شدد المتحدث على أن “الإنجاز الحقيقي يقاس بالفعل الميداني لا بالكلام”، مؤكدًا أن ولاية سكيكدة تسير بخطى ثابتة نحو تنمية شاملة ومستدامة، بفضل العمل الجاد والتنسيق بين مختلف الهيئات.

أبعاد اقتصادية وبيئية عميقة

يرى خبراء البيئة والتنمية الريفية أن هذا المشروع الاستراتيجي سيُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية الغابية، من خلال تعزيز الوقاية من الحرائق وتمكين فرق الحماية المدنية من التدخل السريع، فضلًا عن فتح آفاق جديدة للاستثمار الفلاحي والسياحة الجبلية والإيكولوجية، خاصة في المناطق ذات الجمال الطبيعي الخلاب كسفوح القل وتمالوس وزردازة وتمالوس.

كما يُنتظر أن يساهم المشروع في تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين من خلال تسهيل تنقلهم وربط قراهم بالمراكز الحضرية، ما يعزز فرص التشغيل ويحدّ من الهجرة الريفية.
وبهذا، تؤكد ولاية سكيكدة مرة أخرى موقعها الريادي في مجال التنمية الغابية المستدامة، وتجسد روح التعاون بين الدولة والمجتمع المحلي في خدمة المصلحة العامة وحماية الثروة الوطنية.

سكيكدة تشهد أكبر عملية لتهيئة وفتح المسالك الغابية منذ الاستقلال

التاريخ: السبت 11 أكتوبر 2025
ولاية سكيكدة
✍️ إعداد: كمال بوالشرش

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى