
طوكيو – 28 أكتوبر 2025 (وكالات)
أثار الغداء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، الثلاثاء في طوكيو، موجة من الجدل بعد أن لاحظ الإعلاميون غياب الأرز الياباني التقليدي عن المائدة، في مشهد غير مألوف في بلد يعد فيه الأرز رمزاً للهوية والثقافة الوطنية.
فقد أعلن البيت الأبيض في بيان رسمي أن وجبة الغداء تضمنت أرزاً أميركياً إلى جانب لحم بقر أميركي تم تحضيره بمكونات يابانية فاخرة، في ما وُصف بأنه “لفتة رمزية تعبّر عن حسن النية” تجاه واشنطن.
🔹 “رسالة سياسية على المائدة”
وقال رينتارو نيشيمورا، وهو مسؤول حكومي بارز في طوكيو، إن مكتب تاكايتشي اتخذ قراراً مدروساً بتقديم منتجات أميركية خلال اللقاء، في إشارة واضحة إلى رغبة اليابان في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة.
وأضاف في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز:
“يبدو أن الحكومة أرادت إرسال إشارة إيجابية لواشنطن بعد توقيع الاتفاقية التجارية الثنائية في يوليو الماضي، والتي نصت على زيادة واردات الأرز الأميركي بنسبة 75%.”
🔹 واشنطن: “شراكة متغلغلة في كل المجالات”
بدوره، قال السفير الأميركي في اليابان جورج غلاس إن استخدام الأرز الأميركي في المأدبة “يعكس عمق الشراكة بين البلدين، التي تجاوزت حدود السياسة والتجارة لتصل إلى المائدة اليابانية نفسها.”
وكانت مسألة واردات الأرز من أبرز نقاط الخلاف التجاري بين البلدين، إذ فرضت طوكيو على مدى عقود قيوداً صارمة لحماية مزارعيها المحليين. غير أن الاتفاق الجديد مع واشنطن سمح بتوسيع واردات الأرز الأميركي استجابة لانخفاض الإنتاج المحلي هذا العام.
🔹 “الأرز هو اليابان”
ويُعد الأرز جزءاً لا يتجزأ من الهوية اليابانية، إذ يرافق جميع الوجبات تقريباً، ويرتبط بالاحتفالات الدينية والعائلية. لذا، فإن غيابه عن مائدة رسمية في طوكيو، واستبداله بمنتج أجنبي، لم يمر مرور الكرام لدى الرأي العام المحلي، الذي رأى في الخطوة رمزاً للتنازل التجاري أكثر منها مجاملة دبلوماسية.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن ما حدث يعكس رغبة تاكايتشي في فتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب، وإظهار استعداد اليابان للتعاون في الملفات الاقتصادية الحساسة.



