دولي

مدغشقر: من هو العقيد مايكل راندريانيرينا الذي أطاح برئيس البلاد؟

شهدت مدغشقر، الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي، انقلابًا عسكريًا جديدًا أطاح بالرئيس أندريه راجولينا، لتدخل البلاد مرحلة من الغموض السياسي بعد أيام من التوترات والاحتجاجات الشبابية الواسعة.

وأعلن الحاكم العسكري الجديد العقيد مايكل راندريانيرينا، الأربعاء، أنه سيؤدي اليمين الدستورية قريبًا كرئيس للبلاد، متعهدًا بـ”إعادة النظام والاستقرار” وبتنظيم انتخابات “حين تسمح الظروف الأمنية”.


انقلاب بعد احتجاجات شبابية واسعة

جاء الانقلاب بعد أسابيع من مظاهرات قادها شبان من الجيل زد في العاصمة أنتاناناريفو، احتجاجًا على الفساد وارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي.
وتفاقمت الأزمة عندما انشقت وحدات من الجيش والشرطة عن السلطة، ما عجل بسقوط راجولينا، الذي فرّ من القصر الرئاسي الأحد الماضي قبل أن يصوّت البرلمان على عزله رسميًا الثلاثاء.

راجولينا، الذي عاد إلى الواجهة السياسية في 2018 بعد انقلاب سابق في 2009، ندد بالاستيلاء على السلطة، مؤكدًا في رسالة صوتية أنه “لن يتنحى طوعًا” وأنه لا يزال “الرئيس الشرعي” للبلاد.


من هو العقيد مايكل راندريانيرينا؟

يبلغ العقيد مايكل راندريانيرينا من العمر 46 عامًا، وينتمي إلى المنطقة الوسطى الجبلية في مدغشقر.
تخرج من الأكاديمية العسكرية في أنتاناناريفو عام 2002، وتلقى لاحقًا تدريبًا في فرنسا وجنوب إفريقيا في مجالات القيادة العسكرية والأمن الداخلي.

برز اسمه في السنوات الأخيرة كأحد قادة الفرقة الخاصة لمكافحة التمرد، التي واجهت احتجاجات 2021 و2023.
وفي العام الماضي، عُيّن راندريانيرينا قائدًا للحرس الجمهوري، وهو الجهاز المكلف بحماية الرئيس، قبل أن يقود الانقلاب الذي أطاح براجولينا في مفارقة لافتة.


خطاب التهدئة ووعود “الانتقال المنضبط”

في أول خطاب له بعد توليه السلطة، قال العقيد راندريانيرينا:

“لن نحكم إلى الأبد، نحن هنا لنضمن انتقالًا منضبطًا يحافظ على وحدة البلاد ومصالح الشعب”.

وأكد أن المجلس العسكري سيُشكل حكومة انتقالية مدنية خلال أسابيع، مشيرًا إلى أنه سيفتح حوارًا مع المعارضة والمجتمع المدني لوضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة.


تنديد دولي ومخاوف من عزلة جديدة

قوبل الانقلاب بتنديد واسع من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، التي دعت جميعها إلى “احترام النظام الدستوري وعودة الحكم المدني في أسرع وقت”.
كما علقت الولايات المتحدة وفرنسا مساعداتهما التنموية مؤقتًا، وسط مخاوف من أن يؤدي الانقلاب إلى تجميد الاستثمارات وإلى عزلة جديدة للدولة التي تُعد من أفقر بلدان العالم رغم ثرواتها الطبيعية الهائلة.

بهذا الانقلاب، تدخل مدغشقر مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي، هي الثالثة خلال عقدين.
ويبدو أن العقيد راندريانيرينا يسعى إلى تقديم نفسه كـ”منقذ وطني”، لكن التحدي الأكبر أمامه سيكون كسب ثقة الشارع والمجتمع الدولي في وقت تتصاعد فيه الضغوط لإعادة السلطة إلى المدنيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى