دولي

نتانياهو يمثل مجددًا أمام القضاء بتهم فساد وسط احتجاجات ومعارك سياسية

عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأربعاء، إلى قاعة المحكمة لمواجهة جلسة جديدة في قضايا الفساد الثلاث التي تلاحقه منذ عام 2020، وسط احتجاجات شعبية واسعة رافقت مثوله أمام القضاء، حيث قابله المتظاهرون بصيحات استهجان أثناء دخوله المحكمة برفقة عدد من وزراء حزبه “الليكود”.

ورغم الابتسامة التي حاول نتانياهو الحفاظ عليها أمام عدسات الكاميرات، إلا أن الجلسة تأتي في ظروف سياسية دقيقة يعيشها، إذ تزامنت مع إعادة الرهائن الذين كانت تحتجزهم حركة حماس، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تهم ثقيلة وظلال سياسية

يواجه نتانياهو سلسلة من التهم تتعلق بـ الفساد وتلقي الرشى وخيانة الأمانة. وتشمل أبرز القضايا ما يُعرف إعلاميًا بـ”قضية السيجار والشمبانيا”، التي يتهم فيها هو وزوجته سارة بتلقي هدايا فاخرة تزيد قيمتها عن 260 ألف دولار من رجال أعمال أثرياء، مقابل خدمات وتسهيلات سياسية.
كما تشمل القضايا الأخرى محاولات التأثير على وسائل إعلام إسرائيلية لضمان تغطية إيجابية لأنشطته الحكومية، في مقابل منح امتيازات لتلك الوسائل.

ترامب يقترح العفو عنه

وفي تطور لافت، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال جلسة للكنيست الإسرائيلي، منح العفو لنتانياهو، مبررًا ذلك بشكل ساخر بقوله: “السيجار والشمبانيا، من يهتم لذلك؟”، قبل أن يوجه كلامه للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ متسائلًا: “لماذا لا تمنحه عفواً؟”.

إصلاحات قضائية مثيرة للجدل

خلال ولايته الحالية التي بدأت أواخر عام 2022، أطلق نتانياهو مشروع إصلاحات قضائية واسعة يقول معارضوه إنها تهدف إلى إضعاف السلطة القضائية وإعطائه صلاحيات أكبر للسيطرة على التعيينات القضائية.
هذه الخطوة فجرت موجة احتجاجات غير مسبوقة في إسرائيل، استمرت أشهراً قبل أن تخف حدتها مع اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.

ملاحقات دولية

إلى جانب محاكمته الداخلية، يواجه نتانياهو أيضًا مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأخيرة على غزة، ما يزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية عليه.

رجل الأزمات

يُعد بنيامين نتانياهو أطول رؤساء الحكومات الإسرائيلية بقاءً في المنصب، إذ شغل منصب رئاسة الوزراء لأكثر من 18 عامًا على فترات متقطعة منذ عام 1996. ورغم الاتهامات المتكررة، تمكن من الاحتفاظ بولاء قاعدته السياسية، مستثمرًا نفوذه في الحزب اليميني “الليكود” لتصوير نفسه كـ”ضحية لمؤامرة سياسية” تستهدف إقصاءه.

بين الملفات القضائية الثقيلة والانتقادات الداخلية والدولية المتصاعدة، يجد نتانياهو نفسه أمام مرحلة سياسية شديدة التعقيد. فبينما يحاول تأكيد براءته أمام القضاء، تتزايد الأسئلة حول مستقبله السياسي وقدرته على البقاء في السلطة وسط دوامة الاتهامات والاحتجاجات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى