دولي

واشنطن تنشر أكبر حاملة طائرات في أمريكا الجنوبية وسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب

أعلنت الولايات المتحدة، السبت، أنها ستنشر حاملة طائراتها العملاقة “يو إس إس جيرالد آر. فورد” في أمريكا اللاتينية، في خطوة وصفتها وزارة الدفاع بأنها جزء من “جهود مكافحة تهريب المخدرات”، لكنها أثارت في المقابل مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهة عسكرية في المنطقة.

وتُعد جيرالد فورد أكبر وأحدث حاملة طائرات في العالم، ويعمل على متنها أكثر من خمسة آلاف بحار، إلى جانب عشرات الطائرات المقاتلة من طراز إف-35.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الهدف من نشر المجموعة البحرية هو “تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة القيادة الجنوبية”، التي تشمل البحر الكاريبي وأجزاء من أمريكا الجنوبية.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في منشور على منصة “إكس” أن هذه الخطوة “ستُعزز قدرة الولايات المتحدة على كشف ومراقبة وتعطيل الأنشطة غير المشروعة التي تهدد أمن وازدهار الوطن الأمريكي ونصف الكرة الغربي”، مضيفاً أن “الانتشار الجديد سيُسهم في إضعاف المنظمات الإجرامية العابرة للحدود وتفكيكها”.

ويشمل الانتشار العسكري الأمريكي ثماني سفن حربية وغواصة نووية إلى جانب المجموعة الجوية المرافقة للحاملة. وكانت “جيرالد فورد” تبحر مؤخراً عبر مضيق جبل طارق في طريقها من أوروبا نحو الأطلسي الغربي، وفق مصادر عسكرية أمريكية.


تصعيد في مواجهة فنزويلا وكولومبيا

يأتي التحرك الأمريكي في ظل توتر متصاعد مع فنزويلا، التي تتهمها واشنطن بإيواء مهربي المخدرات و”تقويض الديمقراطية”، بحسب التصريحات الأمريكية.

وفي المقابل، اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعي للإطاحة به، محذراً من أن بلاده “ستقاوم أي تدخل عسكري خارجي”، وقال في كلمة الخميس:

“الطبقة العاملة ستنتفض، وسيُعلن عن إضراب عام حتى استعادة السلطة… ملايين الرجال والنساء سيجوبون البلاد حاملين البنادق”.

كما تزامن هذا التصعيد مع تدهور العلاقات بين واشنطن وبوغوتا، بعدما أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على الرئيس الكولومبي غوستابو بيترو، متهمة إياه بالتقاعس في مكافحة تجارة الكوكايين والسماح بازدهار عصابات المخدرات.


قتلى في غارات أمريكية

منذ مطلع سبتمبر/أيلول، نفذ الجيش الأمريكي عشر غارات جوية ضد سفن يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات في منطقة الكاريبي، أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصاً، تقول وزارة الدفاع إن بعضهم يحمل الجنسية الفنزويلية. ولم تكشف واشنطن تفاصيل إضافية حول طبيعة الأهداف أو مواقعها الدقيقة.


تحركات قد تسبق أزمة إقليمية

يرى مراقبون أن نشر “جيرالد فورد” في هذه المنطقة الحساسة يمثل إشارة ضغط عسكري واضحة على كل من فنزويلا وكولومبيا، في وقت تتزايد فيه التوترات السياسية والاقتصادية في أمريكا الجنوبية.

ويخشى محللون أن يؤدي هذا الانتشار إلى سباق تسلح جديد في المنطقة أو إلى صدام محدود على خلفية الاتهامات المتبادلة بشأن تهريب المخدرات والتدخل السياسي.

المصدر فرانس24 وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى