طوكيو – 28 أكتوبر 2025 (فرانس24/أوراس)
في محطة وُصفت بأنها الأكثر رمزية في الجولة الآسيوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقعت الولايات المتحدة واليابان، الثلاثاء، اتفاقية إطارية جديدة لتأمين إمدادات المعادن النادرة، في خطوة تهدف إلى تقليص الاعتماد على الصين، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية بين الحليفين.
وجاء التوقيع خلال الزيارة الرسمية التي قامت بها رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايشي، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب، بعد أسبوع فقط من توليها مهامها.
وأشاد ترامب خلال لقائه بها في طوكيو بـ”قوة التحالف الأمريكي الياباني”، مؤكداً أن بلاده ستظل “أقوى حليف لليابان في مواجهة أي تحديات”.
🔹 اتفاق استراتيجي ضد الهيمنة الصينية
الاتفاقية التي وُصفت بأنها “إطار تعاون استراتيجي” تشمل تأمين سلاسل الإمداد الخاصة بالمعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات الحديثة، مثل البطاريات، والمغناطيسات، والمحفزات الصناعية، والألواح الشمسية.
وأوضح بيان صادر عن البيت الأبيض أن الاتفاق ينص على تعبئة استثمارات مشتركة من القطاعين العام والخاص في كلا البلدين لتطوير عمليات استخراج ومعالجة هذه المواد الحيوية.
ويأتي هذا التحرك بعد تشديد الصين قيودها على تصدير المعادن النادرة والتقنيات المرتبطة بها في 9 أكتوبر الجاري، وهو قرار أثار قلقًا واسعًا لدى القوى الصناعية الكبرى، خاصة الولايات المتحدة واليابان وأوروبا.
🔹 “عصر ذهبي جديد”
وفي ختام المباحثات، أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا أكدا فيه أنهما “سيتخذان خطوات جديدة نحو عصر ذهبي جديد في العلاقات بين طوكيو وواشنطن”، مشددين على أهمية التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الدفاعية والأمن الاقتصادي.
وخلال اللقاء، شكرت تاكايشي الرئيس الأمريكي على “صداقته الدائمة” مع رئيس الوزراء الأسبق الراحل شينزو آبي، الذي اعتبرته “عرّابها السياسي”، وقالت إنها “استلهمت الكثير من أسلوب ترامب في القيادة”.
وقدّمت له هدية رمزية تمثلت في مضارب غولف مملوكة لآبي وكرات مطلية بالذهب.
من جانبه، أشاد ترامب بـ”قوة القيادة النسائية اليابانية الجديدة”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة ستكون إلى جانب اليابان في كل وقت تحتاج فيه إلى الدعم”.
🔹 لقاء إنساني ورسائل سياسية
وفي سياق الزيارة، التقى الرئيس الأمريكي عائلات اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهو ملف شائك ظل يسمم العلاقات بين طوكيو وبيونغ يانغ.
وقال ترامب في تصريحات مقتضبة: “هؤلاء الأشخاص يبحثون منذ عقود عن أحبائهم، والولايات المتحدة تقف إلى جانبهم بالكامل”.
وتُعد طوكيو ثاني محطة في الجولة الآسيوية الحالية لترامب، التي استهلها في ماليزيا، على أن يختتمها في كوريا الجنوبية حيث يُتوقّع أن يجتمع الخميس مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في قمة مرتقبة تهدف إلى إنهاء الحرب التجارية بين البلدين.
