أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة، الجمعة، قرارًا بتعليق حكم قضائي كان يُلزم إدارة الرئيس دونالد ترامب بتغطية تكاليف برنامج المعونات الغذائية الفدرالي “سناب” (SNAP) خلال فترة الإغلاق الحكومي المستمرة، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن مصير نحو 42 مليون أمريكي يعتمدون على هذا البرنامج لتأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
وكان قاضٍ فدرالي قد أمر في وقت سابق هذا الأسبوع إدارة ترامب باستخدام أموال الطوارئ الفدرالية لضمان استمرار تمويل البرنامج حتى نهاية يوم الجمعة، لتفادي توقفه لأول مرة منذ تأسيسه قبل أكثر من ستة عقود. إلا أن القاضية في المحكمة العليا كيتانجي براون جاكسون أصدرت قرارًا إداريًا مؤقتًا يعلّق تنفيذ الحكم، مانحة المحكمة مهلة إضافية لدراسة الملف بشكل أوسع.
وقالت وزارة العدل الأمريكية في التماسها للمحكمة إن “الكونغرس هو الجهة الوحيدة المخوّلة دستوريًا بحل الأزمة المالية الناجمة عن الإغلاق”، معتبرة أن الحكم الفدرالي السابق “تجاوز صلاحياته حين تدخل في توزيع الموارد الفدرالية المحدودة”. وأضافت الوزارة أن المحكمة الأدنى “عاملت الإغلاق الحكومي وكأنه إعلان إفلاس، ونصّبت نفسها وصيّة على الخزانة الفدرالية”.
ويُعدّ برنامج “سناب” (Supplemental Nutrition Assistance Program) أحد أهم البرامج الاجتماعية في الولايات المتحدة، إذ يوفّر دعمًا غذائيًا لنحو واحد من كل ثمانية أمريكيين، من ذوي الدخل المحدود أو العاطلين عن العمل.
ومنذ بدء الإغلاق الحكومي في أكتوبر الماضي بسبب الخلافات الحادة حول الميزانية بين الجمهوريين والديمقراطيين، أعلنت إدارة ترامب أن التمويل المخصص للبرنامج قد نفد فعليًا، وأنها غير قادرة على صرف المساعدات ما لم يقرّ الكونغرس ميزانية جديدة.
وأثار قرار المحكمة العليا انتقادات حادة من المسؤولين الديمقراطيين، الذين اعتبروا أن الإدارة “تستخدم الإغلاق الحكومي أداة ضغط سياسية على حساب الفئات الضعيفة”. وقالت السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن إن “تعليق تمويل برنامج سناب في هذا التوقيت يعني تجويع ملايين الأسر الأمريكية، بينما يواصل الكونغرس خلافاته الحزبية”.
من جهتها، دافعت إدارة ترامب عن موقفها، مؤكدة أن “استمرار الإنفاق خارج إطار الميزانية دون موافقة الكونغرس ينتهك الدستور الأمريكي ويقوّض مبدأ الفصل بين السلطات”، مشيرة إلى أن الحل “يجب أن يكون سياسيًا عبر تمرير ميزانية جديدة، لا قضائيًا عبر أوامر الطوارئ”.
ويُعتبر هذا أول توقف محتمل لبرنامج “سناب” منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية في الولايات المتحدة مع دخول الإغلاق الحكومي أسبوعه الخامس، وسط مخاوف من تزايد معدلات الفقر والجوع في البلاد.
المصدر فرانس 24 وكالات
