
يبدأ البابا ليون الرابع عشر الخميس أول جولة خارجية له منذ اعتلائه السدة البابوية، تشمل تركيا ولبنان وتمتد على مدى ستة أيام، في زيارة تُعد شديدة الأهمية خصوصاً للمجتمعات المسيحية في شرق المتوسط.
وتأتي الزيارة في ظل توترات حادة تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، فيما يأمل الفاتيكان أن تسهم الجولة في تعزيز الحوار بين الأديان والدعوة إلى السلام، في وقت يتراجع فيه الوجود المسيحي في المنطقة بسبب الأزمات المتلاحقة.
وتحمل المحطة الأولى في تركيا رمزية تاريخية، إذ يحيي البابا مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الذي صيغ فيه “قانون الإيمان” المسيحي. ومن المتوقع أن تركز الزيارة على تعزيز التقارب بين الكنائس، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم المسيحي من انقسامات تفاقمت على وقع الحرب في أوكرانيا.
أما في لبنان، الذي يعيش واحدة من أسوأ أزماته الاقتصادية والسياسية منذ 2019، فتثير الزيارة حماسة كبيرة بين اللبنانيين الذين يتطلعون إلى دعم معنوي وروحي من الحبر الأعظم وسط الانهيار الاقتصادي وتداعيات انفجار مرفأ بيروت والحرب الأخيرة مع إسرائيل.
ويرى مراقبون أن زيارة البابا ستُسلّط الضوء على معاناة اللبنانيين وعلى الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات الخاصة والدينية في البلاد، في وقت تشير تقارير إلى أن الدولة اللبنانية مدينة للمؤسسات الخيرية بما يقارب 150 مليون دولار.
ويشمل برنامج الزيارة في لبنان لقاءً مع الشباب، وقداساً في الهواء الطلق بحضور نحو 100 ألف شخص، إضافة إلى صلاة صامتة قرب مرفأ بيروت تخليداً لذكرى ضحايا انفجار 2020.
في تركيا، يلتقي البابا بالرئيس رجب طيب أردوغان ويزور المسجد الأزرق في إسطنبول، قبل أن يشارك في صلاة مشتركة على ضفاف بحيرة إيزنيك بمشاركة كهنة من الكنائس الأرثوذكسية، بدعوة من البطريرك برثلماوس الأول، في خطوة تهدف إلى إحياء جهود التقارب المسيحي.
وتكتسب هذه اللقاءات أهمية مضاعفة مع تزايد الانقسام بين أوروبا ذات الغالبية الكاثوليكية وروسيا الأرثوذكسية، في ظل استمرار الحرب الروسية ـ الأوكرانية.
المصدر فرانس24 وكالات



