دولي

في زيارة تاريخية… الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى الولايات المتحدة

بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع، السبت، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وُصفت بالتاريخية، كونها الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد من قرار واشنطن رفع اسم الرئيس السوري من قوائم الإرهاب، في خطوة رأت فيها الأوساط السياسية مؤشراً على انفتاح جديد في العلاقات بين دمشق وواشنطن، بعد سنوات طويلة من العزلة والعقوبات.

تحولات سياسية ودبلوماسية

قاد الشرع، الذي تولّى السلطة في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، تحولات واسعة في السياسة السورية الداخلية والخارجية، شملت إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، وفتح قنوات تواصل مع دول غربية وعربية كانت قد قطعت علاقاتها مع دمشق.

وكان الشرع قد شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المنصرم، حيث ألقى خطاباً دعا فيه إلى “شراكة دولية من أجل إعادة بناء سوريا”، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها رئيس سوري على منبر الأمم المتحدة منذ أكثر من عقد.

لقاء مرتقب مع ترامب

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السوري خلال زيارته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، لبحث عدد من الملفات أبرزها مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار، إلى جانب مفاوضات السلام مع إسرائيل التي تشهد تقدماً منذ عدة أشهر.

كما يُتوقع أن يعلن الجانبان عن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفتح صفحة جديدة من التعاون العسكري بين البلدين، في وقت تحدثت فيه مصادر دبلوماسية عن إمكانية إنشاء قاعدة أمريكية بالقرب من دمشق.

دعم لإعادة الإعمار

وتسعى دمشق، التي خرجت من نزاع دمّر بنيتها التحتية على مدى 14 عاماً، إلى تأمين تمويلات دولية لإعادة الإعمار، إذ قدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.

ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية بالخطوات التي اتخذها الشرع منذ توليه الرئاسة، معتبرة أنها “تعكس تحولاً حقيقياً في نهج القيادة السورية”، وفق ما صرّح به المتحدث باسم الخارجية تومي بيغوت.

من زعيم ميداني إلى رجل دولة

قبل عام واحد فقط، كان أحمد الشرع يُعرف باسم أبو محمد الجولاني، زعيم “هيئة تحرير الشام” المنبثقة عن تنظيم القاعدة في سوريا. لكن الرجل، الذي واجه عقوبات دولية منذ 2013، أعلن في مطلع العام الجاري قطع صلاته بالتنظيمات المتشددة وبدء مسار سياسي جديد.

ويرى محللون أن زيارة الشرع إلى واشنطن تمثل تتويجاً لتحول جذري في السياسة السورية، وإشارة إلى عودة دمشق إلى الساحة الدولية بعد أكثر من عقد من العزلة والحرب.

وقال الباحث في الشؤون الدولية مايكل هانا إن هذه الزيارة “تشكل دليلاً على التزام الولايات المتحدة بدعم سوريا الجديدة”، واصفاً الشرع بأنه “رجل دولة يسعى لإعادة بناء بلاده وترميم علاقاتها مع العالم”.

المصدر فرانس24 وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى