
ترامب يقاطع قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا بزعم “تعرض البيض للقتل والذبح”
واشنطن – 8 نوفمبر 2025 (فرانس 24 / وكالات)
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أن الولايات المتحدة لن تشارك في قمة مجموعة العشرين المقررة في 22 و23 نوفمبر الجاري في جنوب أفريقيا، مبررًا قراره بادعاءات تفيد بتعرض الأقلية البيضاء في هذا البلد لـ”القتل والذبح ومصادرة الأراضي”، وهي تصريحات أثارت غضب حكومة بريتوريا التي وصفتها بأنها “مؤسفة ولا أساس لها من الصحة”.
وكان ترامب قد كشف في وقت سابق من سبتمبر الماضي أن نائبه جاي دي فانس سيمثله في القمة، قبل أن يتراجع ويعلن مقاطعة الحدث بالكامل، معتبرًا أن عقد القمة في جنوب أفريقيا “أمر مخزٍ”، على حد قوله.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”:
“لن يحضر أي مسؤول حكومي أمريكي ما دامت هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان مستمرة. إن الأفريكان، أي الأقلية البيضاء من أحفاد المستوطنين الأوروبيين، يتعرضون للقتل والذبح وتصادر مزارعهم بشكل غير قانوني.”
رد جنوب أفريقيا: “اتهامات لا أساس لها”
وردت وزارة خارجية جنوب أفريقيا ببيان شديد اللهجة وصفت فيه تصريحات ترامب بأنها “مؤسفة ومضللة”، مؤكدة أن بلاده تتطلع إلى استضافة قمة ناجحة وشاملة رغم المواقف الأمريكية.
وجاء في البيان:
“وصف الأفريكان على أنهم مجموعة بيضاء بحتة هو أمر خاطئ تاريخيًا، والادعاء بأن هذه المجموعة تواجه اضطهادًا لا أساس له من الصحة.”
وشددت الوزارة على أن جنوب أفريقيا تواصل التزامها بمبادئ “التضامن والمساواة والاستدامة”، وهو شعار رئاستها لمجموعة العشرين هذا العام، مشيرة إلى أن “رحلة البلاد من الفصل العنصري إلى الديمقراطية تجعلها في موقع فريد للدفاع عن قيم العدالة والمساواة العالمية”.
توتر متزايد في العلاقات الثنائية
تأتي تصريحات ترامب في سياق توتر متصاعد بين واشنطن وبريتوريا منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. فقد سبق له أن اتهم حكومة جنوب أفريقيا بارتكاب ما وصفه بـ”إبادة جماعية ضد البيض”، كما عرض خلال لقائه بالرئيس سيريل رامافوزا في مايو الماضي مقاطع فيديو مثيرة للجدل تزعم وقوع تجاوزات بحق المزارعين البيض، وهو ما نفته الحكومة الجنوب أفريقية بشدة.
وزادت حدة الخلافات بعد إعلان إدارة ترامب الأسبوع الماضي عن منح الأولوية لقبول اللاجئين البيض من جنوب أفريقيا، فضلًا عن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة — وهي النسبة الأعلى بين دول القارة.
كما تختلف مواقف البلدين بشكل حاد بشأن القضية الفلسطينية، حيث كانت جنوب أفريقيا قد رفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل تتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، في حين عارضت واشنطن هذه الخطوة بشدة.
خلفية سياسية حساسة
ويرى مراقبون أن خطوة ترامب تحمل أبعادًا سياسية داخلية، إذ يسعى الرئيس الأمريكي لإرضاء قاعدته اليمينية المتشددة قبل الانتخابات المقبلة، من خلال تبنّي خطاب مثير حول “اضطهاد البيض” في الخارج، رغم نفي معظم التقارير الدولية لأي نمط من “العنف الممنهج” ضد هذه الفئة في جنوب أفريقيا.
وبينما تؤكد حكومة رامافوزا أن القمة ستُعقد في موعدها بمشاركة قادة دوليين من آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، فإن الغياب الأمريكي يُتوقع أن يلقي بظلاله على أعمال القمة ويزيد من التوتر بين واشنطن وبريتوريا في مرحلة تتسم بحساسية جيوسياسية عالية داخل مجموعة العشرين.
المصدر فرانس 24 وكالات



