دولي

مادورو يحذر رئيس تشيلي المنتخب من المساس بالمهاجرين الفنزويليين

وجّه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تحذيرًا شديد اللهجة إلى الرئيس التشيلي المنتخب حديثًا خوسيه أنتونيو كاست، على خلفية تعهده خلال حملته الانتخابية بطرد المهاجرين غير النظاميين بشكل جماعي، غالبيتهم من الفنزويليين، داعيًا إياه إلى “احترام حقوق الفنزويليين” المقيمين في تشيلي.

وقال مادورو، خلال كلمة ألقاها أمام أنصاره في العاصمة كاراكاس، إن على الرئيس التشيلي المنتخب أن “يحذر من المساس بشعرة واحدة من رأس أي فنزويلي”، معتبرًا أن للمهاجرين الفنزويليين حقوقًا يكفلها الدستور التشيلي، ولا يمكن التعدي عليها تحت أي ذريعة.

وفي لهجة تصعيدية، قارن مادورو البرنامج السياسي لكاست بنهج الزعيم النازي أدولف هتلر، كما شبّه توجهاته بسياسات الرئيس التشيلي الأسبق أوغستو بينوشيه، مشددًا على أن فنزويلا “لن تقف صامتة” إزاء أي استهداف لمواطنيها في الخارج.

الهجرة في قلب الجدل السياسي التشيلي

وكان كاست قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بطرد نحو 340 ألف مهاجر غير نظامي، معظمهم من الفنزويليين، وربط بين تزايد الهجرة غير الشرعية وارتفاع معدلات الجريمة في البلاد. ومن المقرر أن يتولى منصبه رسميًا في 11 مارس/آذار المقبل، ليصبح أول رئيس من اليمين المتطرف في تشيلي منذ نهاية دكتاتورية بينوشيه عام 1990.

وأثار هذا الخطاب مخاوف واسعة داخل الأوساط الحقوقية، خاصة في ظل تنامي الجدل في تشيلي حول دور الهجرة في تفاقم التحديات الأمنية، بعد ظهور جماعات إجرامية أجنبية، من بينها عصابة “ترين دي أراغوا” ذات الأصول الفنزويلية، والتي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

تفاعل دولي ومواقف متباينة

في السياق ذاته، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتخاب كاست، واصفًا إياه بأنه “شخص جيد جدًا”، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تشديد الضغط على حكومة مادورو عبر العقوبات الاقتصادية، لا سيما في قطاع النفط، وتعزيز حضورها العسكري في منطقة البحر الكاريبي.

وتبقى قضية الهجرة غير النظامية والجريمة في صدارة اهتمامات الرأي العام التشيلي، متقدمة على القضايا الاقتصادية، في ظل تباطؤ النمو وارتفاع التوترات الاجتماعية، ما ينذر باستمرار الجدل السياسي والإقليمي حول هذا الملف خلال المرحلة المقبلة.  المحرر ش ع


المصادر:

  • فرانس24

  • وكالة أسوشيتد برس (AP)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى