ملتقى وطني بتلمسان: التحول الرقمي ومحو الأمية لبناء مجتمع المعرفة

بقلم:منور عبدالقادر

احتضن مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية – وحدة البحث بتلمسان، بالتعاون مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد ديب، يومي 02 و03 ديسمبر 2025، فعاليات الملتقى الوطني حول: “التحول الرقمي ومحو الأمية… مقاربات أكاديمية لبناء مجتمع المعرفة”، بمشاركة أساتذة وباحثين وخبراء في تعليم الكبار، اللسانيات، والتحول الرقمي.

استُهلّت الأشغال بعرض يسلّط الضوء على جهود الديوان الوطني لمحو الأمية، لتتوالى بعدها الجلسات العلمية التي تناولت محاور مهمة، من أبرزها: دور التنشئة والقيم الإنسانية في بناء مجتمع المعرفة، أهمية الوعي الصحي، وتجارب الجمعيات في دعم الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للكبار المتعلّمين. كما شهد الملتقى تقديم نماذج تطبيقية حول توظيف التكنولوجيا الحديثة، مثل الواقع المعزز والتطبيقات الذكية، في تطوير مهارات التعلم.

كما ناقش المشاركون التحول من الأمية الأبجدية إلى الأمية الرقمية، وسبل تطوير تعليم اللغة العربية للكبار، إضافة إلى إبراز دور الهيئات العلمية والتاريخية في جهود مكافحة الأمية. وخصص اليوم الثاني لعرض إمكانات الذكاء الاصطناعي في إعداد البرامج التعليمية، التحديات الرقمية الراهنة، الاستراتيجيات الموجهة للفئات الخاصة، ودور الجامعات ومراكز البحث في تجديد المقاربات التربوية.

وتعزز النقاش بجلسة خامسة تناولت علاقة الدولة ببرامج محو الأمية وبناء مواطنة فعّالة، واستعرضت التجربة السعودية،

إلى جانب الوقوف عند الأبعاد التنموية للتجربة الجزائرية. كما تم التطرق إلى أثر الازدواجية اللغوية على تعلم الكبار، ودور التقنيات الرقمية في دعم البرامج الوطنية لمحاربة الأمية.

وفي ختام الملتقى، خرج المشاركون بجملة توصيات ركزت على تعزيز دمج التكنولوجيا في برامج محو الأمية وتعليم الكبار، وتفعيل البحث العلمي والتكوين المتخصص، بما يسهم في بناء مجتمع معرفة متطور قادر على الاستجابة لمتطلبات العصر الرقمي.