![](https://aurestv.net/wp-content/uploads/2024/12/photo_2024-12-31_22-17-26-780x470.jpg)
31 ديسمبر 2024 – واشنطن
توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يوم الأحد عن عمر يناهز مئة عام، مخلفًا إرثًا سياسيًا ودبلوماسيًا يثير الجدل. فعلى الرغم من نجاحاته البارزة في السياسة الخارجية، مثل اتفاقيات كامب ديفيد التي جمعت مصر وإسرائيل، تظل أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران نقطة ضعف كبرى أثرت على مسيرته في البيت الأبيض.
أزمة الرهائن في طهران: نكسة جيوسياسية
في نوفمبر 1979، اجتاح طلاب إيرانيون مؤيدون للثورة الإسلامية السفارة الأمريكية في طهران، محتجزين نحو 50 أمريكيًا لمدة 444 يومًا. جاءت هذه الحادثة في أعقاب سقوط شاه إيران المدعوم من واشنطن وقيام الجمهورية الإسلامية، مما شكّل صدمة سياسية لإدارة كارتر.
على الرغم من الجهود الدبلوماسية والعسكرية، بما في ذلك محاولة فاشلة لتحرير الرهائن، لم يتمكن كارتر من إنهاء الأزمة خلال ولايته، مما أضرّ بشعبيته وأدى إلى هزيمته في انتخابات 1980 أمام رونالد ريغان.
كامب ديفيد: إنجاز تاريخي في الشرق الأوسط
لا تزال اتفاقيات كامب ديفيد أبرز إنجازات كارتر. في سبتمبر 1978، جمع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في المنتجع الرئاسي بولاية ماريلاند. على الرغم من العقبات الكبيرة، نجح في تحقيق أول اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة عربية، أدى لاحقًا إلى توقيع معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية عام 1979.
أكد كارتر لاحقًا أن الاتفاق ظل صامدًا لعقود، مشيرًا إلى أن الشرق الأوسط لم يشهد تقدمًا دبلوماسيًا يضاهيه منذ ذلك الحين.
نظرة متباينة لإرثه الرئاسي
واجه كارتر انتقادات خلال فترة رئاسته، حيث وصفه البعض بالضعف والتردد في السياسة الخارجية. لكنه دافع عن نهجه، معتبرًا أن عدم تورط إدارته في نزاعات عسكرية يمثل نقطة قوة وليس ضعفًا.
مع مرور الوقت، تبدلت النظرة إلى إرثه، خاصة بعد التداعيات السلبية للتدخلات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. يرى بعض المحللين أن سياسته الخارجية المتأنية، رغم الانتقادات، كانت أكثر حكمة مقارنة بتجارب لاحقة.
إرث متنوع
إلى جانب كامب ديفيد، حقق كارتر إنجازًا دبلوماسيًا آخر بتوقيع معاهدة مع بنما عام 1977، والتي أعادت السيطرة على قناة بنما إلى الحكومة البنمية، مما ساعد في تحسين علاقات واشنطن مع أمريكا اللاتينية.
أكد المؤرخون أن كارتر، الذي غالبًا ما يُنظر إليه كقائد عجز عن تحقيق تطلعات كبرى، نجح خلال ولايته القصيرة في تحقيق إنجازات دبلوماسية ملموسة تظل شاهدة على حكمته السياسية.
خاتمة
سيظل جيمي كارتر شخصية فريدة في التاريخ الأمريكي، رمزًا لرئيس دمج بين المبادئ الإنسانية والدبلوماسية الواقعية. وبينما أضعفته تحديات مثل أزمة الرهائن، يُذكر اليوم بإسهاماته التي شكّلت حقبة مهمة في السياسة الأمريكية والدولية.ش ع