الخرطوم – 10 يناير 2025 – يواجه أكثر من 3,2 مليون طفل سوداني دون سن الخامسة خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية التي يمر بها البلد نتيجة الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفقًا لتصريحات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، من المتوقع أن يعاني حوالي 772 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، وهو ما يزيد من تفاقم معاناة الأطفال في ظل الظروف الحالية. وبحسب المسؤولة في فرع يونيسف في السودان، إيفا هيندز، تتفاقم الأزمة بسبب صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، المياه الصالحة للشرب، والنظافة الصحية، فضلًا عن انتشار العادات الغذائية غير الصحية، خصوصًا للأطفال والنساء.
تستمر المجاعة في الانتشار عبر خمس مناطق سودانية، بينما تشير التقارير إلى أن مناطق أخرى في غرب ووسط السودان مهددة بالمجاعة خلال الأشهر القادمة. يونيسف أكدت أن هناك حاجة ماسة للوصول السريع للمساعدات الإنسانية من أجل تفادي المزيد من الانتشار، محذرة من أن سوء التغذية سيستمر في التفاقم إذا لم يتم تسهيل وصول المساعدات بشكل عاجل.
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تعرض ملايين السودانيين لمحن اقتصادية واجتماعية، حيث أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، بينما فاق عدد النازحين 12 مليون شخص. ورغم التحذيرات من تفشي المجاعة، ترفض الحكومة السودانية التقارير الأممية التي تشير إلى تفشي المجاعة في البلاد، في وقت تواجه فيه وكالات الإغاثة تحديات كبيرة في إيصال المساعدات بسبب استمرار العنف والعقبات البيروقراطية.
تُتهم أطراف النزاع باستخدام تجويع المدنيين كوسيلة للضغط، ما يزيد من صعوبة الوضع الإنساني في السودان. إذ يعاني الشعب السوداني من آثار الحروب الداخلية، التي أصبحت تهدد وجود الأجيال القادمة من الأطفال، الذين أصبحوا على حافة الخطر بسبب سوء التغذية.
فيما تسعى المنظمات الإنسانية الدولية إلى تقديم الدعم العاجل، تبقى عملية الوصول إلى المناطق المتضررة معرقلة بسبب الصراع المستمر، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا ويهدد مستقبل الأجيال القادمة في السودان. ش ع
