
مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المقررة في 9 مارس المقبل، انطلقت حملات الأحزاب السياسية في سباق حيوي لاقتناص المقاعد البرلمانية. وتأتي هذه الانتخابات في وقت حساس حيث تكشف النتائج الأولية عن تغييرات مهمة في خريطة الترشح على مستوى الأحزاب الكبرى، بالإضافة إلى غياب بعض التشكيلات عن تمثيل العديد من الولايات.
وفقًا للنتائج الأولية، يغيب حزب جبهة التحرير الوطني (الأفلان)، الذي يعد أحد أكبر الأحزاب في مجلس الأمة، عن 17 ولاية بسبب الإقصاءات التي طالت مرشحيه. على سبيل المثال، سيغيب الحزب عن ولايات مثل المدية وتيارت وميلة، ما يعكس تراجعًا ملحوظًا في حضوره مقارنة بالاستحقاقات السابقة.
من جانب آخر، يواجه التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي) تحديات كبيرة في هذه الانتخابات، حيث غاب عن تقديم مرشحين في 11 ولاية. وعلى الرغم من ذلك، تمكن من تقديم مرشحين في 47 ولاية، وهو ما يعكس سعيه لاستعادة مكانته داخل المجلس من خلال تحالفات حزبية محتملة بهدف الحصول على مقاعد هامة.
أما الأحزاب الأخرى مثل حركة البناء الوطني وحزب المستقبل، فإن حضورها شهد تباينًا، حيث تسعى هذه الأحزاب لتحقيق تمثيل رمزي أو تشكيل كتلة برلمانية، بينما تراهن أحزاب مثل حركة مجتمع السلم والأحرار على توسيع قاعدتها الانتخابية في هذه الانتخابات.
وفي هذا السياق، قامت هذه الأحزاب بإطلاق حملاتها الانتخابية مبكرًا، داعية مرشحيها إلى تحضير حملات ميدانية وإقناع الناخبين بأهمية المشاركة الواسعة في التصويت. وركزت الحملات على ضرورة الابتعاد عن شبهات استخدام المال المشبوه، تماشيًا مع القرارات الأخيرة لسلطة الانتخابات التي شددت على ضمان نزاهة العملية الانتخابية.
فيما يخص عدد الترشيحات، فقد كشفت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن قبول 423 ملفًا من أصل 629 ملفًا تم إيداعه، مع توزيع الملفات المقبولة بين الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار. كما تم الإعلان عن أن الهيئة الناخبة تتضمن 27,241 منتخبًا، منهم 2,350 من أعضاء المجالس الشعبية الولائية و24,891 من المجالس الشعبية البلدية.
ووفقًا للبيان، بلغ عدد الملفات المرفوضة 206، من بينها 162 ملفًا تابعًا لأحزاب سياسية و44 ملفًا للمترشحين الأحرار، ما يعكس حرصًا متزايدًا على تصفية الملفات لضمان نزاهة الانتخابات.
ترتقب الساحة السياسية الجزائرية باهتمام بالغ نتائج انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، وسط منافسة شديدة بين الأحزاب الكبيرة والصغيرة، ورغم التحديات التي تواجهها بعض الأحزاب مثل الأفلان والأرندي، إلا أن التحركات الانتخابية تظهر رغبة قوية في التأثير على المشهد السياسي وتعزيز التمثيل في المجلس.ش ع