
في خطوة تعكس التزام بريطانيا المستمر بأوكرانيا، أعلنت الحكومة البريطانية عن منح أوكرانيا قرضًا بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني لدعم قدراتها الدفاعية في مواجهة الهجوم الروسي المستمر. الاتفاق جاء في وقت حساس بالنسبة لأوكرانيا، إذ تأتي هذه المساعدة وسط تهديدات أمريكية بتقليص الدعم الموجه لكييف، ما يجعل هذا الدعم الأوروبي أكثر أهمية في سياق الحرب.
الاتفاق والتوقيع الافتراضي
تم توقيع اتفاق القرض بين وزيري المالية في البلدين، ريتشيل ريفز البريطانية وسيرغي مارشينكو الأوكراني، خلال مراسم افتراضية. وتأتي هذه المساعدة المالية في إطار استمرار دعم بريطانيا لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. وقد وصف المسؤولون البريطانيون هذا الاتفاق بأنه “دليل على دعمنا الثابت والمستمر للشعب الأوكراني”.
وقد جاء الإعلان عن القرض في توقيت بالغ الأهمية، إذ كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة رسمية إلى لندن، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. هذه الزيارة تزامنت مع قمة موسعة للزعماء الأوروبيين ستنعقد في اليوم التالي لمناقشة خطة السلام في أوكرانيا، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.
دور الأصول الروسية المجمدة في سداد القرض
من الجدير بالذكر أن القرض البريطاني سيتم سداده باستخدام فوائض الأصول السيادية الروسية المجمدة، وهي أموال تم تجميدها في أعقاب فرض العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. هذه الخطوة تشكل جزءًا من الجهود الدولية الرامية إلى الضغط على روسيا من خلال استخدام أموالها المجمدة لدعم أوكرانيا في حربها الدفاعية.
التوترات بين أوروبا والولايات المتحدة
ورغم الدعم الأوروبي المستمر لأوكرانيا، إلا أن هناك توترات تلوح في الأفق بين أوروبا والولايات المتحدة حول مستقبل المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا. في هذا السياق، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماع استثنائي في المكتب البيضاوي بإنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أنه قد يوقف المساعدات بعد ثلاث سنوات من غزو روسيا.
وقد أبدت فرنسا وبريطانيا موقفًا موحدًا في دعم أوكرانيا، حيث عقد كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعات مع ترامب في محاولة لإقناعه بضرورة مواصلة دعم كييف. في حين أبدت الحكومة البريطانية دعمها الثابت لأوكرانيا، وهو ما يعكس الخلاف العميق بين الحلفاء التقليديين في ظل عودة ترامب إلى السلطة.
الزيارة الملكية والتأكيد على الدعم المستمر
من جانب آخر، من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالملك تشارلز الثالث يوم الأحد في ضيعة ساندرينغهام في شرق إنجلترا. ويعكس هذا اللقاء البُعد الرمزي للتضامن البريطاني مع أوكرانيا، حيث يتم تجديد الالتزام البريطاني بالدفاع عن حرية وسيادة أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.
إن الاتفاق البريطاني لمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني يمثل خطوة مهمة في دعم قدراتها الدفاعية وسط الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد في الحرب مع روسيا. كما يعكس هذا الدعم الثابت من قبل بريطانيا وأوروبا في مقابل التحديات التي قد تطرأ على موقف الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا. في ظل هذه التحولات، يبدو أن التزام أوروبا تجاه أوكرانيا في مرحلة الحرب قد أصبح أكثر وضوحًا وثباتًا، مع تأكيدات مستمرة لدعم الشعب الأوكراني في نضاله ضد العدوان الروسي.ش ع