
الجزائر – أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن قرارها بالتخلي النهائي عن استخدام اللغة الفرنسية في تذاكر السفر، واعتماد اللغتين العربية والإنجليزية فقط، في خطوة اعتبرتها انسجامًا مع المعايير الدولية وتوجهات الشركة الإستراتيجية.
وكشف عبد القادر سلمي، مسؤول قسم الشؤون العامة بالشركة، أن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة إجراءات شرعت فيها المؤسسة منذ سنة 2024، ترمي إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في مراسلاتها وتعاملاتها الرسمية، تنفيذًا لما ينص عليه الدستور الجزائري في مادته الثالثة، التي تؤكد أن اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية للبلاد.
وأوضح المتحدث أن اعتماد اللغة الإنجليزية إلى جانب العربية على التذاكر يُواكب ما تعتمده شركات الطيران الإقليمية والدولية، باعتبار الإنجليزية لغة ملاحة جوية عالمية، بينما يأتي التمسك بالعربية تعزيزًا للهوية اللغوية للشركة، وتماشيًا مع طبيعة الشراكات التي تجمعها بدول عربية، حيث تُطبع معظم التذاكر في تلك الدول باللغتين.
وأضاف سلمي أن اللغة الفرنسية رغم استمرار السوق الفرنسية كمحور مهم لنشاط الشركة، لم تعد تحتل مكانة أولى على مستوى المعايير التقنية والتجارية التي تعتمدها المؤسسات الدولية، مشيرًا إلى أن التوجه نحو الإنجليزية أصبح خيارًا استراتيجيًا لا رجعة فيه.
هذا القرار يأتي في وقت لا تزال فيه الجوية الجزائرية محلّ جدل فرنسي، بعد التصريحات الأخيرة لـبرونو روتايو، وزير الداخلية الفرنسي، الذي لوّح بفرض عقوبات على الشركة الوطنية بزعم “رفضها نقل المهاجرين الجزائريين غير النظاميين المرحّلين من فرنسا”.
وردًا على هذه التصريحات، أكد المدير العام للشركة، حمزة بن حمودة، أن قرارات نقل المسافرين تخضع لاتفاقيات دولية صارمة، تمنح قائد الطائرة الصلاحية الكاملة في قبول أو رفض أي راكب، وذلك في إطار احترام معايير السلامة الجوية وضمان راحة جميع الركاب.
وتؤكد هذه الخطوة توجه “الجوية الجزائرية” نحو تعزيز طابعها السيادي وتكييف خدماتها مع الهوية الوطنية والامتداد الدولي، في سياق يتّسم بتحولات لغوية وثقافية واضحة داخل المؤسسات العمومية. ش ع