
الشرق الأوسط | طهران – واشنطن – فرانس24
بدأت السلطات الإيرانية صباح السبت مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وذلك في اليوم الرابع من وقف هش لإطلاق النار بين البلدين. وتزامنت المراسم مع تصريحات نارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بمهاجمة إيران مجدداً، كاشفاً أنه كان يعلم بمكان اختباء المرشد الأعلى علي خامنئي، لكنه امتنع عن إعطاء الضوء الأخضر لإنهاء حياته.
حشود في قلب طهران
انطلقت مراسم التشييع من ساحة “انقلاب” وسط العاصمة الإيرانية باتجاه ساحة “آزادي”، حيث توافد آلاف الإيرانيين حاملين الأعلام وصور القادة الذين لقوا مصرعهم في الضربات الإسرائيلية الأخيرة، في مشهد يحاكي ذاكرة الثورة الإسلامية سنة 1979.
وبث التلفزيون الرسمي صوراً للنعوش الملفوفة بالأعلام الإيرانية، ومواكب عسكرية انطلقت من جامعة طهران وسط هتافات التحدي والمواساة. وتضم قائمة القتلى 30 ضابطاً رفيعاً، من بينهم اللواء علي شادماني، إلى جانب العالم النووي البارز محمد مهندي طهرانجي وزوجته، وأربعة أطفال، وأربع نساء.
ترامب: “كنت أعلم أين يختبئ خامنئي”
في سياق متصل، فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتصريحات نشرها على منصة “تروث سوشال” قال فيها:
“كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ خامنئي، ولم أسمح لإسرائيل أو القوات المسلحة الأميركية بإنهاء حياته”،
مؤكداً أنه أوقف مساعي لتخفيف العقوبات على طهران بعد تلقيه رسالة وصفها بـ”المليئة بالكراهية والغضب”.
وأعاد ترامب التذكير بأن أي خطوة إيرانية نحو تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية قد تُقابل برد عسكري مباشر، مضيفاً أن واشنطن “لن تتهاون في مواجهة تهديدات نووية من طهران”.
ردود إيرانية غاضبة
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تصريحات ترامب “مهينة وغير مقبولة”، وكتب على منصة “إكس”:
“إذا كانت لديه نية صادقة للتوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانباً نبرة الإهانة ويتحدث باحترام مع شعب عظيم أظهر قدرته في الدفاع عن سيادته”.
وأضاف عراقجي أن التهديدات لن تُجدي مع شعب “أجبر إسرائيل على اللجوء إلى حلفائها لتجنب الانهيار”، مشيراً إلى أن “الاحترام يولد الاحترام”.
هدوء هش بعد أعنف مواجهة
رغم إعلان وقف إطلاق النار، تبقى التوترات مرتفعة. فقد أدت الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً إلى مقتل ما لا يقل عن 627 شخصاً في إيران بحسب وزارة الصحة، بينما قُتل 28 شخصاً في إسرائيل وفق إحصاءات رسمية.
وتشير تقارير رسمية إلى أن معظم الضحايا الإيرانيين كانوا مدنيين، فيما ألحقت الضربات الإسرائيلية أضراراً “كبيرة” بالمنشآت النووية في نطنز وفوردو وأصفهان، دفعت إيران إلى تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
صلاة الجنازة… بانتظار خامنئي؟
في الوقت الذي يتوقع فيه أن تؤمّ الجماهير الإيرانية بكثافة مراسم التشييع، لم تُعلن السلطات حتى الآن إن كان المرشد الأعلى علي خامنئي سيؤمّ صلاة الجنازة بنفسه، كما جرت العادة مع الشخصيات الكبرى.
مواجهة مفتوحة على سيناريوهات خطرة
مع استمرار التوترات الإقليمية، وارتفاع منسوب التصعيد اللفظي بين واشنطن وطهران، يبدو أن الهدنة القائمة لا تزال مهددة بالانهيار في أي لحظة، ما لم تُترجم التحركات السياسية إلى آلية واضحة لخفض التصعيد واستئناف المفاوضات النووية على أسس جديدة.