
شهدت الولايات المتحدة، اليوم السبت 18 أكتوبر 2025، موجة احتجاجات غير مسبوقة امتدت من نيويورك إلى سان فرانسيسكو، تنديداً بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من توجهه نحو تعزيز سلطاته التنفيذية على حساب المؤسسات الديمقراطية.
وتأتي هذه المظاهرات استجابة لدعوة أطلقتها حركة “لا ملوك” (No Kings)، التي قادت تنظيم أكثر من 2700 تظاهرة في مختلف المدن الأمريكية الكبرى، إضافة إلى بلدات صغيرة في ولايات يغلب عليها الطابع الجمهوري، وحتى أمام مقر إقامة الرئيس في مارالاغو بفلوريدا.
كما شهدت مدن كندية كبرى مثل تورونتو وفانكوفر وأوتاوا تحركات مماثلة تضامناً مع المحتجين الأمريكيين.
✊ “في أمريكا… ليس لدينا ملوك”
رفعت الحشود شعارات رافضة لما وصفوه بـ”تغوّل السلطة التنفيذية”، وأكدت الحركة المنظمة في بيانها أن “الرئيس يعتقد أن سلطته مطلقة، لكن في أمريكا ليس لدينا ملوك، ولن نستسلم للفوضى والفساد والقسوة”.
وشارك في المسيرات عدد من المشاهير والفنانين، من أبرزهم الممثل مارك رافالو والكوميدي جيمي كيميل، فيما دعا نجم هوليوود روبرت دي نيرو في مقطع فيديو مواطنيه إلى “الانتفاض سلمياً ضد الملك دونالد ترامب”، على حد تعبيره.
🗣️ دعم سياسي وحقوقي واسع
الحركة حظيت أيضاً بدعم سياسي من شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي، إذ قال النائب غلين آيفي عن ولاية ميريلاند إن “هذه الحركة ستلعب دوراً محورياً في مستقبل أمريكا، ومن الطبيعي أن يشعر كثيرون بالقلق إزاء ما يجري”.
من جانبها، أكدت ديدري شايفلينغ، وهي مسؤولة في منظمة الحقوق المدنية الكبرى ACLU، أن منظمتها “لن تسمح بإسكات الأصوات المعارضة لإساءة استخدام السلطة من قبل ترامب وحلفائه”.
🏛️ ردود رسمية متوترة
في المقابل، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذه المظاهرات في مقابلة مع قناة فوكس نيوز قائلاً: “إنهم يصنفونني ملكاً… أنا لست ملكاً”، في محاولة لامتصاص موجة الانتقادات المتصاعدة.
أما مايك جونسون، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، فاعتبر أن هذه المسيرات تمثل “تعبئة للكراهية ضد أمريكا”، متهماً المشاركين فيها بـ”التعاطف مع حركات متطرفة كحماس وأنتيفا”.
⚖️ أزمة ثقة في الديمقراطية الأمريكية
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، اتُّهم ترامب باتخاذ قرارات أثارت جدلاً واسعاً، منها تجاوز صلاحيات الكونغرس وتهديد معارضيه بإجراءات انتقامية، ما أثار مخاوف من انحراف النظام السياسي الأمريكي عن مساره الديمقراطي التقليدي.
ويرى مراقبون أن هذه الموجة من الاحتجاجات قد تشكّل منعطفاً سياسياً جديداً في الولايات المتحدة، وتعيد إلى الواجهة النقاش حول حدود السلطة الرئاسية ومكانة المؤسسات الدستورية في ظل انقسام شعبي غير مسبوق.
الممصدر فرانس24