أعلنت حكومة حركة طالبان الأفغانية، اليوم السبت 18 أكتوبر 2025، مشاركتها في محادثات مع باكستان تستضيفها الدوحة، وذلك عقب انهيار هدنة استمرت 48 ساعة بين الجانبين، بعد أسبوعين من المواجهات الحدودية الدامية التي أودت بعشرات الجنود والمدنيين من الطرفين.
وأكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن “وفداً رفيع المستوى من الإمارة الإسلامية بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب توجه اليوم إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات مع المسؤولين الباكستانيين”.
🔥 انهيار الهدنة وتجدد التوتر
وكان التلفزيون الرسمي الباكستاني قد أعلن، في وقت سابق، أن وفداً حكومياً سيتوجه إلى قطر لإجراء محادثات مع طالبان، في محاولة لاحتواء التوتر الحدودي الذي تصاعد خلال الأسابيع الأخيرة.
لكن هذه الجهود تواجه صعوبات كبيرة، بعد اتهام كابول لإسلام آباد بخرق الهدنة مساء الجمعة، ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وإصابة 12 آخرين في ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد مسؤول محلي لفرانس برس.
وذكرت مصادر محلية أن بين القتلى طفلين وثلاثة لاعبي كريكيت كانوا يشاركون في بطولة محلية بالمنطقة. وقد أعلن مجلس الكريكيت الأفغاني انسحابه من سلسلة “تري-نايشن تي 20 آي” المقبلة، التي كان من المقرر أن تضم باكستان الشهر القادم.
💣 اتهامات متبادلة
من جانبها، صرّحت مصادر أمنية باكستانية أن القوات الجوية نفذت ضربات “دقيقة” على مواقع داخل الأراضي الأفغانية استهدفت مجموعة حافظ غول بهادور، وهي فصيل محلي مرتبط بـحركة طالبان الباكستانية (TTP).
وأكدت إسلام آباد أن هذه المجموعة مسؤولة عن هجوم انتحاري استهدف معسكراً للجيش في منطقة وزيرستان الشمالية، وأسفر عن مقتل سبعة جنود باكستانيين.
في المقابل، هددت طالبان بالرد على ما وصفته بـ”العدوان الباكستاني”، حيث قال مسؤول في الحركة، طلب عدم الكشف عن هويته: “خرقت باكستان وقف إطلاق النار وقصفت ثلاثة مواقع في بكتيكا… أفغانستان سترد في الوقت المناسب.”
🕊️ مساعٍ للتهدئة في الدوحة
تسعى المحادثات التي تستضيفها قطر إلى استعادة الهدوء على الحدود الأفغانية–الباكستانية، التي تشهد منذ شهور توتراً متصاعداً بسبب اتهامات متبادلة بدعم الجماعات المسلحة.
ويرى مراقبون أن هذه المحادثات قد تمثل فرصة أخيرة لتفادي تصعيد عسكري أوسع، في ظل غياب الثقة بين الطرفين، وتزايد نفوذ الجماعات الجهادية في المناطق الحدودية الوعرة.
المصدر وكالات فرانس 24
