بقلم الصحفي منير قوعيش
في واحدة من أكثر اللحظات الإنسانية تأثيرًا، شهدت إحدى العيادات بولاية مستغانم أمس حدثًا طبّيًا استثنائيًا، حين وصلت سيدة وهي تحمل في رحمها أربعة أجنة، وقد بدأ المخاض مبكرًا قبل الموعد المتوقع بكثير، ما جعل حياتها وحياة الأجنة في دائرة الخطر.
وبمجرد استقبالها، وضع الفريق الطبي بقيادة الدكتور زيغ بن عمر والدكتور خروبي خطة علاجية دقيقة، هدفها كسب الوقت قدر المستطاع، لتفادي مضاعفات محتملة على الأجنة في حال عدم التمكن من إطالة مدة الحمل.
قضت السيدة ليلة هادئة نسبيًا تحت مراقبة طبية صارمة، لكن الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي حملت تطورًا حاسمًا؛ فقد أصبح واضحًا للفريق أنّ الولادة باتت حتمية.
تجند الجميع داخل العيادة، وتحت متابعة دقيقة من السيدة دلالي والسيد غزالي شريف انتقلت السيدة إلى غرفة العمليات. ورغم كل المخاطر، دخلت وهي تلهج بالدعاء وتستمد شجاعتها من إيمانها العميق… وكانت المعجزة.
بفضل حرفية الفريق الطبي وتماسكه، وهدوء الأم وصبرها، أبصرت أربعة أرواح جديدة النور في ظروف صحية مطمئنة، وسط فرحة غامرة عمّت الطاقم الطبي وكل من حضر هذه اللحظات النادرة التي تُعيد الثقة في الطب، والأمل في رحمة الحياة.
لحظةٌ تُثبت أن وراء كل مجهود صادق، وكل نفس يختار إنقاذ حياة، يوجد معنى عميق لهذه الجملة:
“على هذه الأرض ما يستحق الحياة.”
مشهدٌ سيظل محفورًا في ذاكرة الفريق الطبي، ودليلًا على أن المستحيل يتحقق حين تتضافر المهنية، الإيمان، والإرادة.
